نادر سعد.. «القنصل الهادئ» الناطق بلسان الحكومة
محمد خالد
عندما صدر قرار في أكتوبر 2018 بتعيين نادر سعد، متحدثا رسميا باسم مجلس الوزراء، كان الشاب صاحب الـ41 سنة وقتها، على درجة "مستشار" في السلك الدبلوماسي الذي بدأه من الصفر في بداية الألفينيات.
طوال ثلاث سنوات ناطقا بلسان الحكومة، كان "سعد"، الحاصل على بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1999، يعمل بعقلية الدبلوماسي الهادئ، لكن الدبلوماسية هنا تترجم نفسها في تفصيلات تنفيذية ودفاع عن قرارات وتوضيح أخرى، وهي تجربة من المؤكد أنه استفاد منها بقدر ما أثبت نفسه فيها.
اليوم، خطا نادر سعد خطوة جديدة على في مشواره بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية، بعد ترقيته إلى درجة "وزير مفوض".
ثمة درجات في السلك الدبلوماسي المصري على النابغين والطامحين من الملحقين به أن يصعدوها واحدة وراء الأخرى، إذ يبدأ خريج الجامعة المنضم للوزارة على درجة "ملحق" بعد اجتياز الاختبارات الخاصة بذلك، وبعد ثلاث سنوات يُرقى إلى سكرتير ثالث أو "نائب قنصل"، ثم 3 سنوات أخرى ويصبح سكرتيرا ثانيا "قنصل مساعد" وهي الدرجة التي يقضي فيها 4 سنوات كي يصل لآخر حلقة في هذه الفئة الأقل من الدرجات المعروفة بـ"الجونيور دبلوماسي"، وهي سكرتير أول، ما يعني قنصلا من الدرجة الثانية.
القنصل الشاب
الدرجة التالية على ذلك هي بداية الفئة الأعلى في مشوار السلك الدبلوماسي، وهي درجة "مستشار" وهذه وصل إليها نادر سعد في عام 2016، وتطلب منه الأمر قضاء 5 سنوات فيها ليصبح على درجة وزير مفوض، أو قنصل عام.
20 سنة في سلك الدبلوماسية عبر مشوار ناجح ومنضبط قطعه نادر سعد الذي تخرج بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف، بدأه عام 2001، مع مستقبل واعد بأن يكمله إلى الدرجة التالية وهي "سفير فوق العادة مفوض"، وهي خطوة مهمة تقوم على أساس الاختيار من بين الأكفأ أداءً وسلوكًا.
مشوار من الصفر في “الخارجية”
“سعد” الذي أصبح متحدثا متمرسا بشكل شبه يومي باسم الحكومة في الصحف والمواقع الإخبارية والقنوات الفضائية، بدأ رحلته في السلك الدبلوماسي “من الصفر”، وتنقل بحكم عمله في وزارة الخارجية بين سفارات مصر في مالاوي، وأنقرة، وواشنطن.
في نوفمبر عام 2012، بدأ الدبلوماسي الشاب العمل في الدولاب الحكومي من بوابة رئاسة الوزراء، عندما أصبح مساعدًا لمستشار رئيس الحكومة للشئون الخارجية وحتى مايو 2014، ويبدو أنه لفت أنظار الجميع، إلى أن وقع عليه اختيار الدكتور مصطفى مدبولي ليكون لسان الحكومة منذ 2018.
نموذج لتميكن الشباب
يمثل “سعد” البالغ من العمر 44 عامًا حاليا، نموذجا لتمكين الكوادر الشابة، وضخ دماء وأفكار جديدة في أجهزة الدولة، كما فهم من لقائه مع “مدبولي” فور تعيينه، وهي الثقة التي أثبت أنه جدير به وحافظ عليها إلى الآن.
يبدو “سعد” من مداخلاته ومقابلاته مرتبا للغاية، لبقا في الحديث، يجيد توضيح الأمور دون تلكؤ، يتمتع بسمت هادئ، لكنه في القضايا المثيرة للجدل داخل المجتمع مثل الشائعات التي لا تنتهي حول نظام التعليم والثانوية العامة، تجدا حاسما وحادا في بعض الأحيان، وهي سمات أي دبلوماسي يعرف كيف يتحدث.