الكوارث الطبيعية وعبث البشر!
ما شهدته بعض الدول العربية منذ أيام من كوارث راح ضحيتها الآلاف من أبناء البشرية؛ ألقت بظلال الأسئلة المرعبة: هل ما حدث في زلزال المغرب المرعب وإعصار ليبيا المدمر كان من نتيجة فعل الطبيعة أم أن هذه الكوارث كانت صناعية ومفتعلة وغير طبيعية، وأن التكنولوجيا المتقدمة التي تتحكم فيها بعض الدول العظمى بات هي الفاعل الرئيسي في كثير من الكوارث التي تهدد بعض الدول وتنذر بتدمير البشرية؟.
زلزال الدولة الشقيقة المغرب، فتح صندوق التكهنات والحقائق التي تناثرت، والمعلومات التي بدأت تتسرب والتساؤلات التي عصفت بالأذهان.. هل حقا هناك تكنولوجيا قادرة على إحداث هزات أرضية وزلازل وبراكين وأعاصير مرعبة؟، هل تدمير بعض الدول أصبحت تتحكم فيه بعض الآلات من صنع البشر قادرة على التدمير بضغطة زر؟، هل هناك من بدأ في استهداف دول شمال إفريقيا ودول عربية في حرب خفية؟. دعوني أشير إلى أن العلم والتقدم التكنولوجي، أصبح قادرًا على إحداث أشياء تفوق الخيال والتصور البشري، فالعلم نفسه كان جزءًا من الخيال عند غير المؤمنين به والمتآخرين عن ركابه، وكل التساؤلات التي تبدو خيالية عكست حقائق علمية فاقت تصورات البشرية.
كلنا نعلم أن بعض الكوارث ضربت دول عربية ومجاورة للمنطقة العربية، خرجت بعدها منظمات علمية وعالمية تتحدث عن مشروعات سرية تتبع بعض الدول الكبرى، تشير إلى أن العلم والتقدم التكنولوجيا فاق حدود الخيال، وأن عبث البشرية بالطبيعة أحدث ظواهر طبيعية مفتعلة بسبب مشروعات حربية سرية تمتلكها بعض الدول العظمى وتوجهها إلى دول عربية كنوع من أسلحة التهديد الجديدة التي لا يُعرف فاعلها الرئيسي.
سمعنا عن واحدة من هذه المشروعات السرية فيما أُطلق عليه مشروع«H.A.A.R.P»، أو برنامج الشفق القطبي النشط العالي، وتمتلكه دولة عظمى، ويحتوي على 180 هوائيا موزعة على مساحة أرضية كبيرة، تنبعث منها موجات لاسلكية عالية التردد تصل إلى الغلاف الجوي السفلي للأرض، قادر على إحداث تغييرات في خواص طبيعة الأرض والغلاف الجوي والتسبب في كوارث تبدو طبيعية.
تلك المشروعات السرية تم تطويرها عبر سنوات طويلة، وتستخدم كأسلحة بيولوجية ضد بعض الدول ومنها ما هو قادر على التحكم في المناخ من خلال إنشاء أشعة صغيرة الحجم مثل تلك التي تنتجها الطبيعة، والمساهمة في تغيير المناخ من خلال قصف الغلاف الجوي بشكل مكثف بأشعة عالية التردد، ومن خلال تحويل الموجات منخفضة التردد إلى كثافة عالية، وتستطيع أن تؤثر أيضا على أدمغة الإنسان، ولا يمكن استبعاد أن لها تأثيرات أخرى.
مثل هذا المشروع لديه القدرة على تعديل المجال الكهرومغناطيسي للأرض والسيطرة على الطقس والمناخ، وهو جزء من ترسانة من الأسلحة الإلكترونية السرية التي تملكها بعض الدول.
وأمام ظهور الكوارث التي تبدو طبيعية وتسببها في موت آلاف الضحايا من الأعاصير والزلازل، لابد من استخدام علم الأرصاد العالمي من أجل الإنسانية والحفاظ على أرواح البشر من هذه الظواهر الطبيعية وغير الطبيعية المدمرة.
والله عز وجل يقول في كتابه الحكيم « وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً»، فالله عز وجل خلق الطبيعة بجمالها وجعل لها نظام محكم، والإنسان هو مّنْ يعبث بالطبيعة بعلمه فيحول جمالها المنظم إلى فوضى مدمرة، من تلوث للبيئة والهواء والماء، وما يحدث من احتباس حراري، والتسبب في انقراض بعض المخلوقات، وكلها تؤدي إلى خلل بيئي وفوضي في الدورة التنظيمية الربانية.
أمام هذه الكوارث ندعو إلى عودة الإنسانية بين الشعوب ودول العالم وعدم ترك العلم المُدمر بالتمدد وإفناء البشرية، فالعلم لابد أن يخدم البشرية؛ لا أن يكون سببًا في تدميرها.
والعرب يمتلكون سلاحًا لا يملكه غيرهم؛ وهو الدعاء الذي يغير ويرفع البلاء ويمنع أقدارًا كانت مفعولة، فتقربوا لله عز وجل أيها العرب وتمسكوا بالقيم والأخلاق، وتعاونوا على الخير، ولا تتصارعوا على أبسط الأشياء واهتموا بالعلم النافع والعلماء النافعين للبشرية.
د م : حسن سعيد سالم