«الإجهاد المائي» يهدد حياة البشر على كوكب الأرض
منى أحمد
يعد الإجهاد المائي واحدًا من أخطر الأزمات البيئية التي تهدد استدامة الموارد الطبيعية وحياة البشر على كوكب الأرض، الذي ينتج نتيجة تدهور المياه العذبة، إثر حدوث جفاف الأنهار واستنزاف المياه الجوفية، والتلوث وزيادة الملوحة.
ومع تزايد الطلب على المياه العذبة نتيجة للنمو السكاني، التوسع الزراعي، والتطور الصناعي، تتفاقم هذه المشكلة بفعل تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، مما يؤدي إلى استنزاف الموارد المائية بشكل أسرع من قدرتها على التجدد.
تقارير الأمم المتحدة
وتتوقع تقارير الأمم المتحدة، احتمالية انخفاض موارد المياه المتجددة بنسبة 20 حال ارتفاع درجة الحرارة العالمية بمقدار درجة مئوية واحدة.
إحصائيات الفاو
وبحسب إحصائيات منظمة الفاو فإن نسبة استهلاك المياه العذبة عالميًّا في الزراعة، تشكل نحو %72، فيما يتم استهلاك نحو 16% للاستخدامات المنزلية، بينما يتم استهلاك 12% من المياه العذبة في قطاع الصناعة عالميا.
معهد جامعة الأمم المتحدة للمياه
ووفقًا لتقديرات معهد جامعة الأمم المتحدة للمياه والبيئة والصحة، الصادرة عام 2023، يعاني حوالي 72% من سكان العالم من انعدام الأمن المائي بدرجات متفاوتة، فيما تواجه نسبة 8% منهم أزمة مائية خطيرة تهدد حياتهم ومعيشتهم اليومية.
وتشير التقارير إلى أن ربع مرافق الرعاية الصحية حول العالم (1 من كل 4 مرافق) تفتقر إلى خدمات المياه الأساسية، ويفتقر 3 من كل 10 أفراد في العالم إلى خدمات مياه الشرب الآمنة، في حين يفتقر نحو 6 من كل 10 أفراد في العالم إلى مرافق الصرف الصحي المدارة.
تقرير معهد وورلد ريسورسز
وقال تقرير صادر عن معهد "وورلد ريسورسز"، إن ربع سكان العالم يعانون حاليًا من "الإجهاد المائي المرتفع”، حيث تستخدم البلدان 80٪ أو أكثر من إمداداتها المائية، ومن المتوقع أن يتأثر مليار شخص إضافي بهذه الأزمة خلال العقود المقبلة.
وتعد مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأكثر تضررًا، حيث يتعرض 83٪ من سكانها لإجهاد مائي مرتفع للغاية طبقا للتقرير.
وأشار التقرير، إلى أن الطلب العالمي على المياه زاد بأكثر من الضعف منذ عام 1960، ومن المتوقع أن يرتفع بنسبة 20-25٪ أخرى بحلول عام 2050، مدفوعًا بالنمو السكاني والزراعة والسياسات غير الرشيدة لإدارة الموارد المائية.
وتوقع التقرير، أنه في المناطق الأكثر تضررًا مثل الشرق الأوسط، قد يؤدي الإجهاد المائي إلى أزمات في إمدادات مياه الشرب والصناعات، مع احتمال تصاعد التوترات السياسية.
وفي ظل هذه التحديات المتزايدة، يصبح العمل الجماعي والحلول المستدامة ضرورة ملحة لضمان توفير المياه للأجيال القادمة؛ ولهذا طرحت وزارة الزراعة، مجموعة من الحلول للحد من الإجهاد المائي.
الحلول المطروحة
وتمثلت أبرز تلك الحلول في ترشيد استهلاك المياه عبر التحقق من الصنابير وإصلاح أي تسريب لتوفير كميات المياه المهُدرة، ترشيد ري الأراضي الزراعية عبر ري النباتات في الصباح الباكر أو المساء لتقليل البخر، والاعتماد على الأصناف قليلة استهلاك المياه، استخدم نظم ري حديثة في الزراعة كالتحول من الري بالغمر إلى الري الحقلي المطور والتنقيط والرش والمشاركة في المبادرات وحملات التوعية الهادفة إلى ترشيد استهلاك المياه والحفاظ على نظافة المياه العذبة.
واقترح تقرير معهد وورلد ريسورسز، مجموعة من التدابير للحفاظ على الأراضي الرطبة والغابات واستعادتها، تتمثل في اعتماد المزارعين على تقنيات ري أكثر كفاءة مثل الري بالتنقيط، وتحول صناع السياسات إلى التركيز على مصادر طاقة لا تعتمد بشكل كبير على المياه، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.