محمود الخطيب.. مين اللي ميحبش «بيبو»
المؤشر
عندما وُلد أكبر لاعبي الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي حاليًا، قبل 36 سنة، كان محمود الخطيب يلملم سنوات مشواره الرياضي ليقرر بعد ثلاث مواسم الاعتزال في ديسمبر 1988.
إذا وضعت هذه الملاحظة إلى جانب الحالة الأسطورية التي يمثلها "الخطيب" للأهلي، ستدرك كم هي حالة الاحترام والفخر التي يكنها كل لاعب في الفريق الأحمر لرئيس ناديهم.
مساء يوم الجمعة الماضي، وبعد تسلمهم الميداليات الذهبية إثر فوزهم بكأس السوبر الإفريقي أمام نهضة بركان المغربي في قطر، ابتكر لاعبو الأهلي ـ يتقدمهم القائد الأكبر سنًا وليد سليمان ـ طريقة للاحتفال مع "الخطيب" عبروا فيها عن امتنانهم لهذا الرجل.
صعد وليد سليمان إلى المنصة وقلّد "الخطيب" ميداليته الذهبية، ومن خلفه فعل كل اللاعبين نفس الأمر، إلى أن أصبح "بيبو" محملا بكتلة من الميداليات على صدره.
اللقطة الذكية التي قال مسئولو الأهلي إنها جاءت عفوية دون اتفاق مسبق، تؤكد كيف يبدو الفارق بين أن تحترم رئيس ناديك فقط لأنه رئيس ناديك، وبين أن تحترمه وتحبه لأنه أيضا أسطورة سابقة في اللعبة، صال وجال على العشب الأخضر وصنع اسمًا بارزا على الساحة العربية والإفريقية.
اقرأ أيضا:ذكري سداسية تاريخة للنادي الأهلي أمام الزمالك.. اعرف التفاصيل
بدأ محمود الخطيب مشواره الكروي الرسمي مع الأهلي في 15 أكتوبر 1972، وأنهاه في ديسمبر 1988، وخلال 16 سنة متواصلة، حقق لقب الدوري العام 10 مرات وكأس مصر 5 مرات، ورفع لقب كأس إفريقيا مرتين وكأس الكؤوس 3 مرات. وعلى مستوى الألقاب الفردية حقق لقب هداف مسابقة الدوري مرتين، كما اُختير أفضل لاعب في القارة الإفريقية عام 1983.
أرقام كبيرة بالطبع تضع صاحبها في مصاف النجوم والأساطير لفريقه، فما بالك لو أضفت إليها الشعبية الطاغية التي تمتع بها "بيبو" في ملاعب مصر في السبعينيات والثمانينات، والهتاف الشهير من الجماهير الحمراء "بيبو بيبو بيبو.. الله يا خطيب".
اقرأ أيضا: «الأخطبوط ».. الشناوي الحارس الأمين علي عرين الأهلي
الأمر ببساطة بالنسبة للجيل الحالي للأهلي، أنك لاعب في نادي يترأسه أسطورة كروية سابقة صنعت تاريخ هذا الكيان، وإذا لم تكن تدرك هذا فشاهد هذا الرجل وهو لاعب لتعرف من هو، وإذا أردت خيارا ثالث، اذهب واسأل والدك أو أي من أقاربك ومعارفك ممن حضروا مباراة لمحمود الخطيب في الملعب أو عاصروا فترته الذهبية.
في المقابل، يبدو "الخطيب" فرحا للغاية بأي إنجاز كروي يتحقق من الفريق، الأمر ليس غريبًا إذا تذكرنا البداية السيئة لمجلس إدارته منذ انتخابه في 2017 على مستوى الإنجازات القارية.
فبجانب بطولة الدوري المصري التي كان يحسمها الأهلي بسهولة، لم يستطع تحقيق دوري أبطال إفريقيا في أول مشوراه رئيسا للقلعة الحمراء إلا في نسخة 2020، وهي البطولة التي أوصلته بالطبع إلى لقطة الميداليات في قطر بعد الفوز بالسوبر الإفريقي.
اقرأ أيضا: الأهلي V.S الزمالك.. 234 مواجهة 101 فوز للأحمر و57 للأبيض
والمثير في شخصية "الخطيب" أن علاقة الحب التي تجمعه بلاعبي الأهلي، تجدها متكررة كثيرا خارج القلعة الحمراء، إذ أنك إذا لم تكن تحبه كرئيس الأهلي فإنك ستحبه كلاعب فذ، وإذا لم تكن مهتما كثيرا بالساحرة المستديرة، فبالتأكيد ستأسرك تلك الهالة المحيطة به أينما حلّ.