وكيل «هاباج لويد» في مصر: حولنا مسار 30 سفينة لرأس الرجاء الصالح
أعلنت شركة «هاباج لويد» الألمانية، خامس أكبر خط ملاحي لسفن الحاويات على مستوى العالم، أنها ستواصل تحويل مسار سفنها بعيداً عن البحر الأحمر، وستتخذ طريق رأس الرجاء الصالح لأسباب أمنية فى ظل هجمات الحوثيين عند باب المندب جنوب البحر الأحمر.
وقالت الشركة، إن الوضع لا يزال خطيراً فى منطقة الإبحار عبر البحر الأحمر؛ بسبب الأوضاع السياسية فى المنطقة، وما زالت تقيم الأمر بصورة يومية، وستتخذ العديد من القرارات التى تصب فى صالح العمل.
من جانبه، قال المهندس مروان السماك، رئيس مجلس إدارة شركة ميدليفنت للملاحة، وكيل خط هاباج لويد الألمانى فى مصر، إن الشركة قررت الإعلان عن قراراتها الخاصة بعملية الإبحار عبر البحر الأحمر، وذلك بعد العديد من المناقشات، خاصة أن عمليات الاستهداف التي نالت من الشركة لم تكن فى محلها.
وأضاف «السماك»، أن الخط الملاحى هاباج لويد لا يبحر على الإطلاق للموانئ الإسرائيلية، فكان لابد من توقف تلك الهجمات العشوائية على الشركة، مؤكداً أن تلك الهجمات تسببت فى تحويل مسار نحو 30 سفينة منذ يناير الجارى لطريق رأس الرجاء الصالح، ما ضاعف تكاليف التشغيل خلال الشهر الواحد بنحو 40 مليون دولار.
وتعرضت إحدى سفن الشركة لهجوم بالقرب من اليمن، منتصف الشهر الماضي.
وأوضح أن حسم قرار الاستمرار في تعليق العمليات لحين تحسن الأوضاع السياسية، أو اتخاذ القرار المناسب بالعودة للإبحار مرة أخرى مع تحمل المخاطر لم يتضح بعد، خاصة أن التحالف الأمريكي لم ينجح في تحقيق هدفه بمنع المخاطر بشكل تام ضد أي هجمات على البضائع المحملة على السفن، مشيراً إلى أن هذه الهجمات تسببت فى ارتفاع تكاليف الشحن وأقساط التأمين ارتفاعاً حاداً.
وأشار إلى أن الفترة المقبلة قد تشهد تغييرات على الصعيد السياسى تؤدى لنتيجة إيجابية وعودة حركة السفن مرة أخرى.
250% ارتفاعاً بتكاليف الشحن
وقال إن تكاليف الشحن ارتفعت بنسبة تصل لـ250%؛ بسبب هجمات البحر الأحمر، مؤكداً أن التعطيل المستمر قد يؤدي لارتفاع التضخم على مستوى العالم؛ حيث ارتفعت رسوم نقل الحاوية الـ40 قدماً من الصين لأوروبا حوالى 4 آلاف دولار للحاوية الواحدة.
وأضاف أنه رغم ارتفاع الأسعار فإنها لا تزال أقل بكثير من المستويات القياسية الناجمة عن الجائحة في عام 2021، والتي بلغت 14 ألف دولار لكل حاوية المتجهة من آسيا إلى شمال أوروبا والبحر المتوسط، كما سجلت 22 ألف دولار من آسيا إلى الساحل الشرقى لأمريكا الشمالية.
ولفت إلى أن الخطوط الملاحية تضررت بدرجة كبيرة من زيادة مدة النقل والإبحار نتيجة المرور حول رأس الرجاء الصالح كممر بديل والذى أسهم فى زيادة استهلاك الوقود.
وأوضح أن المخاطر المادية والبشرية كبيرة، من حيث تضرر وانخفاض حركة البضائع الواردة والصادرة، بالإضافة إلى مخاطر تضرر الأصول؛ حيث تقدر قيمة سفينة الحاويات ما بين مائة ومائتي مليون دولار والبضائع عليها أكثر من مليار دولار، بخلاف الخطر على الأرواح للربابنة والبحارة وأطقم السفن.
وذكر أنه لا يوجد خط ملاحى يريد المجازفة وتعريض كل ذلك للخطر، وخلق كارثة بحرية من تلوث وغيره نتيجة غرق إحدى السفن، موضحاً أن استمرار الأزمة يزيد التضخم العالمى ويضع الاقتصادات العالمية تحت ضغط متزايد.
وأعلن الخط الملاحى هاباج لويد أنه قرر عدم فرض المزيد من الرسوم على العملاء نتيجة إعادة توجيه سفنها بعيداً عن قناة السويس للإبحار حول رأس الرجاء الصالح، وأكد «السماك»، أن ذلك فى يأتى فى إطار الحفاظ على الثقة والمصداقية مع العملاء.
وتحاول «هاباج لويد»، شأنها شأن منافساتها، تجنب الملاحة فى البحر الأحمر منذ شرعت جماعة الحوثى اليمنية فى استهداف السفن التجارية، ما عطل التجارة العالمية.
وأعلنت الخطوط الملاحية مثل «ميرسك» و«سى إم إيه – سي جي إم – وان اليابانى» تحويل رحلاتها مؤقتاً عن قناة السويس. من جانبه، قال الفريق أسامة، ربيع رئيس هيئة قناة السويس، إن حركة الملاحة بالقناة منتظمة، وتعليق بعض الشركات عبورها من القناة أمر مؤقت.
أكد أن الهيئة تواصل جهودها للتواصل مع جميع العملاء والخطوط الملاحية لخدمة حركة التجارة العالمية.