«مثلث ماسبيرو».. كيف انتشلت الدولة الجوهرة المدفونة في العاصمة؟

بعد سنوات بدت فيها منطقة عصية على التطوير، أصبح المشهد القديم لمثلث ماسبيرو من عشش وعشوائيات في خبر كان، وانتشلت الدولة هذه الجوهرة المكانية المدفونة على النيل، فيما تجري الآن عمليات إنشاءات ضخمة ستغير وجه المنطقة تمامًا.

كانت منطقة مثلث ماسبيرو على كورنيش النيل في القاهرة، مصنفة ضمن المناطق ذات الخطورة من الدرجة الثانية، لكن الحكومات المتتالية بعد الألفية الثالثة لم تستطع أن تضع يدها في قلب المشكلة.

إلى أن جاء العام 2017، وقررت حكومة المهندس شريف إسماعيل بناءً على توجيهات رئاسية، البدء في مخطط التطوير، من خلال صندوق تطوير العشوائيات ووزارة الإسكان التي كان يتولاها آنذاك الدكتور مصطفى مبدولي، رئيس الوزراء حاليًا.

 

اقرأ أيضا: كواليس نقل 22 أسرة من محور شينزو آبى بمدينة الأمل لوحدات المحروسة

مثلث ماسبيرو.. جوهرة مدفونة

"مثلث ماسبيرو" هي واحدة من المناطق الهامة في العاصمة، تقع في نطاق حي بولاق أبوالعلا، وحدودها كورنيش النيل من الجهة الغربية، شارع 26 يوليو من الجهة الشمالية، شارع الجلاء من الجهة الشرقية، وميدان عبد المنعم رياض من الجهة الجنوبية.

يبلغ طول الواجهة المائية للمنطقة حوالي 900 م، ويبلغ مسطحها التقريبى حوالى 75.19 فدان من مبانٍ ومعالم قائمة.

تقع في المنطقة عدد من المنشآت الهامة، أبرزها مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو"، مبنى وزارة الخارجية، فندق هيلتون رمسيس، والقنصلية الإيطالية.

غير أن هذه الأهمية الجغرافية للمنطقة كانت مدفونة لسنوات سيطر فيها الإهمال على العاصمة وقرارات التخطيط السكاني، الأمر الذي عجّل بعملية التطوير قبل 4 سنوات.

 

أبراج ماسبيرو.. ناطحات سحاب في سماء القاهرة

يشمل مخطط تطوير المنطقة مشروع الأبراج، والذى يتكون من دور بدروم (جراج سفلى) بمسطح 19220 م2، سعة 353 سيارة، ودور أرضي (تجاري) بمسطح 13113 م2، ودور أول (جراج علوى) بمسطح 15800 م2، سعة 280 سيارة.

وبرج رابع (برج إدارى) يتكون من بدروم + دور أرضى تجارى، و15 دورا متكررا، وبلغت نسبة تنفيذه 92 %.

بالإضافة إلى هذا، هناك برج ثالث بارتفاع 23 دورا سكنيا بإجمالي 134 وحدة سكنية، وبلغت نسبة تنفيذه 88 %.

 

اقرأ أيضا: ما هي المدن المقرر منح تراخيص البناء بها بدءً من اليوم؟

وحدات سكنية للعائدين

من ضمن الخيارات التي عُرضت على سكان المنطقة، كان خيار العودة بعد التطوير، لذلك فإن المشروع يضم برجين للسكن البديل لمن وافق من السكان على العودة.

ويتكون كل من البرجين من 18 دورا سكنيا بإجمالى 468 وحدة سكنية، وبلغت نسبة التنفيذ 87 %. وسيكون موعد تسليم الوحدات السكنية للمواطنين في نهاية العام الجاري.

النقلة المنتظرة

بحسب المخطط، سيضم المشروع بعد الانتهاء منه مناطق تجارية وترفيهية للتخديم على الأبراج السكنية، وسيكون نشاط المناطق فندقى وسكنى وتجارى وإدارى وترفيهى وسياحى أيضا.

وبشكل محدد، سيجري إنشاء أبراج سياحية وفندقية فى المنطقة التى تقع على النيل وخلف مبنى ماسبيرو، أما الناحية الغربية من المشروع فتم تخصيصها للإدارية والتجارية، في حين سيكون وسط المشروع عن منطقة ترفيهية، وذلك بتكلفة استثمارية تصل لـ10 مليارات جنيه.

وتستهدف الدولة من مشروع تطوير مثلث ماسبيرو عدة “عصافير بحجر واحد”، منها إضفاء عناصر جذب تجارية وسياحية لمثل هذه المنطقة صاحبة الموقع المتميز.

المشروع في مخططه النهائي سيشمل سلسلة من الفنادق المهمة لتنشيط العملية السياحية بالمنطقة، وإقامة مبان وأبراج شاهقة ذات طراز معماري ومعاصر.

 

كما سيوفر عددا من الأنشطة التجارية والإدارية والترفيهية، بما يصنع المفارقة الرائعة، مع المعمار التاريخي في منطقة وسط المدينة.

اقرأ أيضا: بعد قرار تطبيق المنظومة.. هل تفرض اشتراطات البناء الجديدة على الريف والقري ؟