بعد تهنئة الرئيس لهم في عيدهم.. عمال اليومية "مفيش حد يحن علينا ويراعي ظروفنا"
محمود عبدالرحمن
أسفل كوبري المريوطية بمنطقة فيصل بالجيزة، اتخذ سيد منصور "عامل يومية" مجلسه، بعيدا عن أشعة الشمس، يلتف من حوله عشرات العمال، يقبض كل منهم على أدواته الحديدية التي يستخدمها في أي الأعمال الموكلة إليه، وأصبحت رفيقة دربه ومصدر رزقه، تظهر على ملامحهم علامات الأرهاق، يتسابقون من وقت إلى آخر لبعض السيارات التى تقف بالقرب منهم، لعل شخصًا يصطحبهم إلى عملًا يعودون منه بمالًا إلى أطفالهم.
صباح اليوم السبت، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، تهنئة إلى العمال بمناسبة الاحتفال بعيدهم، قائلا في كلمته، على أن العامل المصري هو ثروة الوطن الحقيقية، ومحرك التنمية وقاعدة الانطلاق نحو واقع ومستقبل أفضل، متابعا: "كما تؤكد الأديان السماوية أن العمل عبادة".
وتحرص الدولة على الاحتفال سنويًا بعيد العمال، والذي يجسد احترامها العميق لما يقدمه العمال من إسهام في شتى ميادين الإنتاج، ويؤكد دورهم الوطني في دفع مسيرة البناء والتطوير.
"نفسنا حد يحس بمشاكلنا وهمومنا"، يقول سيد، يتمنى صاحب الـ 37 عاما، أن يتم النظر إليه وغيره كعامل يومية ليس له مصدر دخل ثابت ينفق منه على أسرته التي يراعها "اليوم بيومه بطلع كل يوم الصبح على الله".
قبل خمسة سنوات مضت، قرر سيد، المولود في إحدى قرى مركز سمالوط التابع لمحافظة المنيا، مغادرة محل إقامته، متجهًا الى القاهرة بحثًا عن عمل يوفر له دخلًا يعينه على تربية أطفاله عقب فقدانه عمله في بلدته: "كنت شغال عامل نظافة بس مكملتش"، ومع لحظة قدومه عمل الرجل مع أحد العمال في مجال تركيب السيراميك "الشغل كان حلو جدا في الفترة الأولى"، ليقرر بعد مرور ثلاث أشهر على إقامته بالقاهرة باصطحاب زوجته وأطفاله الثلاثة للإقامة معه بالقاهرة "ياريت ماجبتهم الأول كان في شغل أما دلوقتى الحال وقف ويوم شغل وعشرة لا"، يقول سيد بعدما قل عمله.
على الرصيف المجاور لسيد كان "على بدري"، شابًا لا يتعدى عمره الـ 26 عامًا، يترقب وقوف إحدى السيارات التى تقترب منه، لينطلق الى صاحبها على أمل اختياره من بين الجالسين، الذي يتمنى كل فردًا منهم أن يقع عليه الاختيار، لا يعلم "على"، ماذا يعني عيد العمال الذي يتم الاحتفال به كل عام وذلك لعدم أجادته القراءة والكتابة معلقًا بعد علمه " استفاد إيه لما أعرف أن لينا عيد والحال يعلم بيه ربنا".
قبل عامين، اتخذ الشاب من منطقة فيصل مسكنًا له، بعدما غادر محل إقامته بمحافظة الفيوم مركز ابشواى، عقب خلاف مع والده " ابويا عاوزنى أشتغل معه في الأرض عند الناس بس أنا قولت اشتغل في القاهرة في المعمار" وهو ما كان من وجهة نظره أفضل "الشغل في القاهرة كان كويس بس حاليا لا" متمنيًا أن يتم النظر إليه وغيره من العمال ومساعدتهم على ظروف الحياة الصعبة "ياريت يعملوا لينا حاجه أحنا مش عارفين نعيش".
"المفروض في عيد العمال يوفقوا أوضاعنا ويشوفوا أحوالنا إيه" بتلك الكلمات بدأ نوح مسعود حديثه، 34عامًا، عامل أخر، معبرًا عن مدي حزنه لتجهل الدولة له كعامل بالأجر اليومي ليس له مصدر دخل ثابت، ويعتمد مصدر دخله على صحته التي من الممكن أن يفقدها في أي وقت" انا لو تعبت ودخلت مستشفى مين هيربي أطفالي المفروض المسؤولين يشوفونا".
في محافظة المنيا مركز ديرمواس، تقطن أسرة نوح المكونة من ثلاث أفراد، مصدر دخلهم الوحيد عمل الأب اليومي المتقطع، في نهاية كل شهر يعود إليهم، مع ما تم ادخاره لهم من أمولًا " الأول كنت بشتغل الشهر كله أما دلوقتى يدوب 12 يوم"، يتمنى الشاب أن تعود به الأيام إلى الخلف واستكمال تعليمه ليصبح موظف "لو اتعلمت كنت هكون دلوقتى موظف وعايش عيشة كويسة"، ونظرًا لارتفاع عدد العمال بمنطقة المريوطيه، يقوم نوح بالموافقة على أي مبلغ يحدده صاحب العمل " الشغل أحسن من القعده أحيانا بوافق أنى اشتغل بـ 50 جنية".