«بعلم المسئولين».. مخلفات البناء تسيطر على الأراضي الخالية وتشوه المظهر الجمالي بمدينة أكتوبر
منى أحمد
التصدي لظاهرة الجراجات العشوائية، دائما ما يشدد على مواجهتها الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية في تعليماته لرؤساء أجهزة المدن الجديدة؛ للحفاظ على المظهر الحضاري وتحسين الرؤية البصرية؛ ولراحة السكان والوافدين على المدينة، حيث تعد تلك الظاهرة بمثابة السرطان الذي ينهش جمال وهدوء وتخطيط المدن الجديدة.. بعض صور الواقع تثبت التراخي في تنفيذ تعليمات وزير الإسكان، فالمار داخل الأحياء السكنية والمحاور الرئيسية ببعض المدن الجديدة، لا يلبث أن تقع عيناه على أراضٍ مشاعٍ كثيرة داخل نطاق المربعات السكنية تم الاستيلاء عليها من قبل بعض الخارجين عن القانون عن طريق وضع اليد، ومن ثم تحولت لجراجات عشوائية ومخازن وأماكن لفرز القمامة من قبل النباشين.
مخلفات البناء تشوه المظهر الحضاري
في مدينة 6 أكتوبر تكررت مشاهد هذه الصور حيث الجراجات العشوائية، مقالب الزبالة ومخلفات البناء؛ ما دفع سكان المدينة ـ التي تعد إحدى مدن الجيل الأول إلى ـ تقديم الكثير من الشكاوي لجهاز المدينة وانتشرت العديد من المنشورات الموثقة بالصور والفيديوهات على صفحات مدينة ٦ أكتوبر بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، مطالبين فيه الجهاز بالتصدي لتلك الجراجات العشوائية وتطبيق القانون. حملات جهاز مدينة ٦ أكتوبر لاسترداد الأراضي وإزالة المخالفات والعشوائيات والقضاء على ظاهرة الجراجات العشوائية خلال الفترة الماضية تكاد تكون ساهمت في الحد منها، ففي شهر مارس من العام الجاري استرد جهاز المدينة نحو ٢٥ قطعة أرض بمساحة ٣٠ ألف متر مربع تقريبًا كان قد تم الاستيلاء عليها وتحويلها لجراجات خاصة دون موافقة الإدارات المعنية، بالإضافة إلى شن العديد من الحملات اليومية للقضاء على تلك الظاهرة.
وعلى الرغم من نجاح جهاز مدينة أكتوبر في القضاء على ظاهرة الجراجات العشوائية بالقدر المقبول، إلا أنه أخفق في الحفاظ على المظهر الحضاري والجمالي وتحسين الرؤية البصرية، بمعالجته الأمر بشكل خاطئ، فالمسئولون داخل جهاز المدينة وجدوا أن الحل لمنع الاستيلاء ووضع اليد على قطع الأراضي يكمن في تحويلها لمكان تجمع مخلفات الهدم «والرتش»، وبقايا عملية تشطيب العمائر والوحدات السكنية، ومن ثم تحولت كثير من الأراضي لأماكن لتجمع مخلفات مواد البناء، وكأن هذه المناظر في نظر المسؤولين في جهاز 6 أكتوبر أفضل من تحويلها لتجمعات لفرز القمامة وعمل النباشين. وقطعا لا يغيب عن نظر المسئولين بجهاز المدينة أنه عند إعادة استخدام الأراضي الخالية ـ الفضاء ـ في تنفيذ مشروعات سكنية أو خدمية أخرى؛ فإن الأمر سيكلفهم ويكلف الدولة ميزانيات أخرى لنقل تلك المخلفات البنائية مرة أخرى، ومن الأولى منع هذه الظاهرة ومعاقبة المتسببين فيها وتحرير المحاضر اللازمة للحد من تشويه أحياء المدينة بإلقاء هذه المخلفات خارج الأماكن المخصصة لها.
مع انتشار هذه الظاهرة على طرق وأحياء مدينة 6 أكتوبر، لم يغيب عن نظر مواطنين المدينة ـ وإن غابت عن نظر مسئولين جهاز المدينة ـ أن هناك حلول كثيرة للحد من هذه الظاهرة، من بينها على سبيل المثال: إقامة سياج حديدي يحيط بكل قطعة أرض فضاء، مع وضع لافتة مدون عليها ملك للجهاز ويمنع فيها إلقاء أي مخلفات أو التعامل عليها بأي وجه دون الرجوع للجهاز، بما يساعد على الحفاظ على المظهر الحضاري للمدينة ويمنع انتشار مقالب المخلفات المتنوعة.