بالمستندات| «الحكاية وما فيها».. لوبي المصالح بحدائق أكتوبر يشن حملات تشويه ضد قيادات جهاز المدينة

لكل حدث وجهان؛ وجه ظاهر ووجه خفي، وجه يرتدي فيه أبطاله أقنعة الشرف والنضال، ووجه يخبئ الحقيقة المزرية والمطامع الشخصية لأبطال الحكاية.. إذا دخلت المصالح الشخصية في القضايا العامة التي تهم المواطن فسدت القضية وانحرف الطريق المستقيم وعلا صوت الباطل بلسان الكذب وأصبح الحق في موضع اتهام.

في هذه السطور.. لا ندافع عن باطل، ولا نساند أي مسؤول يثبت مخالفته ولا نرضى أن يعلو صوت الإفك وأصحاب المصالح ليصبح هو سيد الموقف، فإما الرضوخ للمطالب وإما مواصلة التشويه.

يتعرض جهاز مدينة حدائق أكتوبر تحت قيادة المهندس محمد مصطفى رئيس الجهاز لحملات تشويه من «لوبي المصالح» في المدينة بعد أن تضررت أعمالهم المخالفة من جراء الحملات التي شنها الجهاز على كل أشكال المخالفات بالمدينة، وكما للحق فم ولسان؛ فللباطل أيضا فم وأسنان راح ينشبها في لحم قيادات الجهاز في محاولة منه لوقف حملات إزالة المخالفات التي أضرت بهم وبمصالحهم المخالفة للقانون.. فمن أين بدأت الحكاية؟.

بدأت الحكاية منذ تولى المهندس محمد مصطفى رئاسة الجهاز وهو من القيادات المجتهدة المشهود لها بالكفاءة والرؤية وتطبيق القانون بعيد عن أي حسابات، وقدوم المهندس محمد عبد الله نائبًا لتنمية جهاز المدينة والذي شكل مع المهندس أمجد أنيس، المشرف العام على إدارة التنمية، والمهندس محمد الجنزوري مدير إشغالات الجهاز؛ مثلث رعب للمخالفين في مدينة حدائق أكتوبر، لتتوالى حملات إزالة الإشغالات وغلق الوحدات المخالفة ومطاردة المخالفين الآمنين في مصالحهم لسنوات طويلة، وشهدت منطقة أبناء الجيزة بمراحلها الثلاث ولأول مرة منذ أكثر من 10 سنوات الحملة تلو الأخرى تطارد أصحاب الوحدات السكنية المخالفة التي تحولت إلى محال تجارية وورش؛ ما أرق أصحاب المصالح المخالفة بعد القضاء على سبوبة تحويل الوحدات السكنية لتجارية ووقف جميع الأنشطة المخالفة التي تسببت في رفع سعر وحدات الدور الأرضي بالعمارات لأكثر من 700 ألف جنيه من أباطرة وسماسرة المنطقة.

توالت حملات جهاز حدائق أكتوبر بإزالة المخالفات والإشغالات للوحدات وقطع الأراضي التي قامت بتغيير النشاط من سكني إلى تجاري بمنطقة ابني بيتك (1 و2و7)، ومنطقة الأولى بالرعاية، ومنطقة الفردوس، ومنطقة دهشور، ومنطقة الكمبوندات وغيرها ووقف أعمال البناء المخالف بمختلف أنحاء المدينة.

أصحاب المصالح المتضررين من نشاط المهندس محمد عبد الله وزملائه في الجهاز، فشلوا في وقف الحملات المتكررة لتضررهم منها فبدأت خطة محاولة إرهاب قيادات جهاز حدائق أكتوبر بنشر الأكاذيب ومحاولة إلباس الباطل ثوب الحق تحت شعار التصدي للفساد والإهمال.

هنا بدأ يتشكل لوبي المصالح للتصدي لحملات قيادات جهاز حدائق أكتوبر، بنشر الاتهامات على الصفحات والجروبات واستخدام كل الأساليب من تخريب بعض الخدمات والمرافق العامة لإثارة المواطنين بالمدينة.

اتبع أصحاب المصالح هذه الأساليب لإرهاب المسؤولين في جهاز حدائق أكتوبر بعد أن فشلت محاولات وقفهم بالرشاوي والإكراميات والمجاملات وبكل السبل التي كانت متبعة من قبل.

لوبي المصالح والمتضررين من التصدي للمخالفات

يتشكل لوبي المصالح بحدائق أكتوبر من متضررين من حملات إزالة المخالفات جندوا آخرين للدفاع عن «أكل عيشهم المخالف»، وهم: «محمود.أ، وحمادة.ج، ومحمد.ع، محمد.م»، ويقود تحركاتهم شخص يعمل بمهنة الصحافة من الممكن أن تطلق عليه لقب «سمير أبو النيل» أحد سكان مدينة حدائق أكتوبر.

المستندات التي بحوزتنا ـ تحتفظ المؤشر بنسخة منها ـ تكشف كم الابتزاز الذي تعرض له نائب التنمية بجهاز حدائق أكتوبر من سمير أبو النيل الذي حاول أن يأخذ المدينة «شاكب راكب».. عشرات الطلبات بتخصيص أراضي وإنهاء مصالح لمخالفين وخطابات تحمل أختام لجهات بطلب فتح منافذ بيع.. رسائل واتس آب ومكالمات صوتية تثير الاشمئزاز من كم المصالح التي طلبها من مسؤولين الجهاز وكلها تبدأ بعبارة «أنا بساعدكم في تنمية المدينة.. وأي مشروع عايزين تعملوه أنا عندي اللي ياخده وينفذه».

تكشف المكالمات والرسائل كيف حاول «سمير أبو النيل» تقليب جهاز مدينة حدائق أكتوبر «في أي مصلحة»! وكيف كان يُشيد بنائب التنمية وقيادات الجهاز وبأدائهم وبعد رفض كل عروضه تحول إلى مهاجم على صفحته وبدأ نشاط فريق المصالح في الضغط وحملات التشويه.

رسائل الابتزاز.. الاستجابة أو التشويه

في رسالة (1) من سمير أبو النيل إلى نائب جهاز التنمية، يقول فيها« أنا معايا الجواب ده.. كنت مع سيادة اللواء ولسه واخده.. مش عايز أظهر في الصورة خالص ولا أي حد يعرف أي حاجة عنه غيرك أنت بس.. أنا أخدت موافقة منهم لفتح منافذ لمنتجات القوات المسلحة.. عاوزين بقى نقعد مع بعض.. أنا محتاج المنافذ دي.. وأنا عندي تميز.. أنا واخد منتجات من القوات المسلحة بقرار رسمي وكمان اللوجو والاسم بتاعها الفراعنة.. وكمان هكتب على المكان جهاز المشروعات والخدمة الوطنية.. وهيبقى في الافتتاح لواء من مصر العليا».

وفي رسالة (2) يتحدث عن منفذ مخالف استغل اسم أمان طلب له وساطة ومنع الإزالة :« أنا بس فكرتي كلها أنه اتكلف ودفع فلوس إنشاء وعماله وغيرها.. واحنا في إيدينا نديله تصريح بـ6 شهور وبعدين نزيله عشان يلم فلوسه»، وكان رد النائب المسؤول «اعذرني مش هينفع.. معنديش مبرر قانوني لكده».

وفي رسالة (3) وتحمل في طياتها طلب مقدم باسم شخص يدعى محمد فتوح:« آدي الجواب (صورة جواب).. الراجل هيمضي ويختم ويبقى زي الفل.. فاكر الاستاذ محمد فتوح بتاع مصانع الغزل اللي جه لحضرتك وكان معايا بس كان مكتبك مشغول قوي».

وفي رسالة (4): «مساء الخير يا صديقي.. إيه رأيك في إقامة منفذين في أبناء الجيزة.. ورد المسؤول: إيه رأيك أنت في الإزالات وغلق الوحدات المخالفة اللي بتم في أبناء الجيزة؟.. جامد طبعا.. بس إيه رأيك وأنت شغال كده لو عملنا منفذين خلال 15 يوم.. بس مش هكون ظاهر في الصورة.. وندي الراجل وقت 15 يوم يجيب موافقات .. شوف وبلغني وأنا هظبطهولك.. مش بضغط عليك بس مش عايز حد يهاجمك من السكان.. خلينا في فترة هدنة!».

ويستمر سمير أبو النيل في محاولات استخراج أي مصلحة من الجهاز، وفي رسالة (5): «إيه رأيك في تنفيذ الشكل ده (صورة لكشك منفذ تحت شعار محاربة الغلاء).. طيب لو اتقدم بيه طلب مني باسم أي شركة أو جمعية بس هو بتاعي ومش هيجي اسمي.. هتوافق عليه.. أنا عايزه في مدخل المدينة».

وفي رسالة (6): «إيه رأيك في الطلب ده (مرفق طلب يحمل اسم شعار آمان).. دا كان متقدم من زمان في الجهاز.. أنا مستعجل على الموضوع ده.. لأني خايف يضيع من إيدينا.. الراجل ده عنده 5 مزارع فراخ ومحلات في سوق الجملة خضار وفاكهة وعايز يفتح شغل كتير جدًا.. ده اكتشافنا احنا.. ونخليه ياخد الأماكن اللي عايزينها.. وعامل شوادر في أكتوبر الجديدة ومستقبل وطن.. لو وافقت سيبني أقنعه أنا بعد كده.. في 645 وبعدها 266 في كل الأماكن دي.. إيه بقى مقلتليش هتعمل إيه»، وكان رد المسؤول: في إيه!.

وفي رسالة (7): «طيب أنا معايا واحد عايز يعمل ميني هايبر.. وعامل كمان 3 شوادر واحد مستقبل وطن وواحد لسيدات الربوة وواحد خاص في اكتوبر الجديدة.. مش عاوزك تخسره.. أنا امبارح كنت مع المهندس محمد عبد المقصود والمهندس نبيل كان معانا وهنخلص في نادي أكتوبر لعمل شارع الأكيلة».

وفي رسالة أخرى (8): «خلينا بقى نتكلم في المهم.. هنعمل إيه في السويقة الحضارية اللي عايز تعملها.. في شكل أنت عايزه أو المعرض.. إيه رأيك أنا عيني رايحة على ميدان بداية.. وايه رأيك لو عملنا تخت شرقي وسهرات؟.. وكان رد المسؤول: ممتاز.. ما تقوليش ممتاز وبس.. تعالى ناخد رأي بعض عشان ننفذ بقى.. أنا كل ما أقولك حاجة تقولي ممتاز وبس».

وفي رسالة (8):« الممشى اللي قدمت طلب عليه الهيئة طرحته.. كده هيبقى في منافسة عليه أكتر من حد؟، المسؤول يرد: آه.. بس أنا أول حد طالبت بيه ومكنش في طلبات غيري.. كده هيبقى ظلم من الهيئة لي».

ومن طلب مصلحة لأخرى يتنقل سمير أبو النيل كأكبر مخطط لمستقبل المدينة، وفي رسالة (9): «إيه رأيك في الشكل ده (صورة لتصميمات مطاعم موجودة).. أنت عاوزه يكون إيه؟.. بص خلينا نقول إننا شركاء في التنمية بالمدينة.. أنا عندي اللي ينفذ اللي انت عايزه في المدينة بشكل جمالي.. وإننا لازم نقدم شكل يليق بالمدينة.. طيب خلي بالك من موضوع الممشى أنا قدمت طلب (صورة طلب)».

رسالة (10):«هههههههههه.. تحفة فنية (صورة طلب آخر وصور لمطاعم).. أعمل إيه تاني».

وفي رسالة (11): «صباح الخير.. هي لسه مساحة البنزينة زى ما هى.. إيه رأيك أعملك منافذ تيك أوي مشروبات وطعام زى دي (صور مطاعم) عاوز أقدم على 3 منافذ هعملهم بشكل حلو قوي زى كده».

رسالة (11): «شوف بتاع البن ده.. عايز أعمل حاجة زي كده.. معايا مستثمرين ممكن نروح أي فندق أو كافيه براند نقعد فيه أنا وأنت وهما بس ونتكلم».

رسالة (12): «لو عايز جهة سيادية تشيل الرتش والرمل وفي أي مشاكل يخشوا هما يشيلوا على طول.. وعاوز أعمل موعد مع المخابرات هنا في أكتوبر يكونوا ضهر ليك».

لا يستوعب أي إنسان محترم كم هذه الطلبات التي طلبها سمير أبو النيل من مسؤولين الجهاز، ففي رسالة (12): «عاوزين نعمل حديقة عاملة بنظام الايجار.. اكتوبر فيها حاجة اسمها تايجر لاند كان فيها قاعتين افراح ومسرح وملاعب خماسية.. إيه رأيك نعمل ده.. أنا إمبارح كنت في فرح وكنت بتكلم مع ضابط خدم في الحدائق قولتله في مهندس بقى في التنمية هو نائب رئيس الجهاز بس شاطر قوووي ومحترم .. واتفقنا يكون في جلسة بنا أعرفك عليه».

وفي رسالة (12): «قولت أفكرك بأرض البنزينة.. وأكشاك الزهور.. عارف مشغولاياتك».

عشرات الرسائل والمكالمات الصوتية تشمئز منها الأنفس، تكشف  حجم المطالب الشخصية المغلفة بشعارات المشاركة في تنمية وتجميل وخدمة المواطنين بالمدينة من شخص نصّبَ نفسه كما قال أحمد السقا في فيلم الجزيزة: «من النهاردة مفيش جهاز مدينة.. أنا الجهاز.. اللي عايز مصلحة من خلالي.. وقيادات الجهاز اللي عايزين يعملوا تنمية برضه من خلالي.. وإلّا».

أجهزة المدن دورها ومهمتها خدمة المواطنين

من حق أي مواطن في أي مدينة أن يقدم أفكاره إذا رغب في العمل العام والمشاركة الفعالة والتعبير عن رأيه ورؤيته واحتياجات مدينته التي تنعكس على احتياجاته؛ شرط أن تكون مطالبة خالصة لوجه الله وللصالح العام وليس للصالح الخاص الذي يقف في وجه تطبيق القانون وكل جهاز يستقبل شكاوي ومقترحات السكان وكل مسؤول يحاول أن يجتهد ليحظى برضا المواطنين قدر المستطاع.

مهازل أخرى ومؤامرات يقودها أصحاب المصالح والمتضررين من نشاط حملات مسئولين جهاز حدائق أكتوبر سنكشفها لاحقًا حتى تكون الصورة واضحة أمام قيادات وزارة الإسكان والرأي العام في المدينة.