بعد زيارة رئيس الوزراء.. كيف ترى العمالة المصرية عودتها إلى ليبيا؟
محمود عبد الرحمن
قبل خمس سنوات مضت، حمل أحمد عوض، حقيبته من محل إقامته بإحدى قرى محافظة الفيوم متجهًا الى ليبيا، بحثا عن فرصة عمل تدير له دخلا يساعده في الإنفاق على أسرته المكونة من أربع أفراد "زوجته وثلاثة أطفال"، استجابة لنصيحة أبناء عمومته الذين يعملون بليبيا، لم يكن قرار الرحيل وترك أسرته لسنوات سهلًا، ولكن قلة فرص العمل في بلدته جعلته يتحمل مرارة الغربة.
"سافرت بطريقة غير شرعية اشتغلت فترة وبعدها تم ترحيلي إلى مصر"، يقول أحمد، صاحب الـ 41 عاما، الذي تم ترحيله إلى مصر أواخر عام 2018، نتيجة خلاف بينه وبين صاحب العمل على المقابل المادي "كنت شغال مع شخص لما طلبت بفلوسي عملي مشكلة"، موضحًا أن أغلب العمالة المصرية في ليبيا تعمل بطرق غير رسمية ومعرضه للترحيل في أي وقت كما حدث معه "مفيش حاجة تحمي العامل في ليبيا"، يقول أحمد عوض.
محافظة الفيوم تحتل المركز الثالث في الهجرة غير الشرعية
قرية إطسا التابعة لمحافظة الفيوم، التي يقيم بها أحمد وأبناء عمومته، تحتل المركز الثالث على مستوى الجمهورية في هجرة أبنائها غير الشرعية عبر الحدود الغربية خلال عامي 2019و2020، بعد محافظتي المنيا وأسيوط، وفقاً لتصريحات تلفزيونية للواء أركان حرب أيمن شحاتة، قائد قوات حرس الحدود، وذلك نظرا لتوقف السفر إلى ليبيا بطرق رسمية منذ سنوات، مما يدفع هؤلاء العمال إلى البحث عن طرق أخرى تمكنهم من السفر "معظم العمال بتسافر كده لان مفيش حل تاني"، يقول أحمد.
يوم الثلاثاء الماضي، عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، خلال زيارته للعاصمة الليبية طرابلس، التي تعد أول زيارة لرئيس وزراء مصري منذ فترة طويلة، مباحثات موسعة، مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، لبحث سبل دعم وتعزيز العلاقات المشتركة بين مصر وليبيا في مختلف المجالات، منها تنظيم تواجد العمالة المصرية في ليبيا من خلال تواجد وزير القوى العاملة.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي، خلال الزيارة أنه وجه وزير الطيران المدني بالسماح الفوري باستقبال رحلات الطيران القادمة من المدن الليبية إلى مطار القاهرة الدولي، والاتفاق على وضع الضوابط الخاصة بهذا الملف.
الهجرة غير الشرعية تقضي عليها عودة العمالة
"عودة العمالة إلى ليبيا تقضي على الهجرة غير الشرعية"، يقول مصطفى سعيد، الذي كان يعمل لسنوات طويلة داخل الأراضي الليبية قبل عودته إلى مصر يقول "كان نشتغل في ليبيا ولكن بصفة غير رسمية"، موضحا أن التعاون بين مصر وليبيا في الفترة المقبلة سوف يعود بالنفع على العامل المصري، وذلك من خلال حفظ حقوقه وحمايته من السماسرة الذين يستغلون حاجة الشباب إلى السفر بحثا عن مصدر دخل.
يتذكر مصطفى الفترة التي قضاها خلال عمله داخل ليبيا، ومدى الصعوبة في التحرك من مكان إلى آخر خوفا من القبض عليه وترحيله إلى القاهرة "كنا نخاف نخرج نتمسك في الشارع أو في أي مكان"، مضيفا أنه بعد عودة العمالة المصرية سوف يصبح الوضع طبيعي ولا داعي للخوف "العامل لو مسافر رسمي مش يخاف يطالب بحقه".
اتفاق الحكومة المصرية والليبية بداية مرحلة جديدة من الشراكة بين البلدين
وقال عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، أن هذه الاتفاقيات تؤذن ببدء مرحلة جديدة من الشراكة بين البلدين، وإلى جانب هذه الاتفاقيات نحتاج إلى تعزيز العمل الدبلوماسي بين البلدين من خلال إعادة افتتاح السفارة المصرية في طرابلس بعد عيد الفطر، وإعادة الرحلات المباشرة بين المطارات الليبية والقاهرة؛ لكي يتمكن الطلاب ورجال الأعمال وجميع المواطنين من البلدين من التنقل بسهولة ويسر.