بعد ظهوره مع عمرو أديب.. كيف بدأ مشروع إنتاج «البطيخ الأصفر»؟
محمد خالد
في فقرة طريفة ومفاجئة، افتتح الإعلامي عمرو أديب حلقة اليوم من برنامجه “الحكاية” بالترويج للبطيخ الأصفر، وظهرت أمامه أطباق وأشكال متنوعة من الفاكهة التي أخذ يتناول منها مستمتعا بالطعم.
وقال "أديب" في برنامجه “الحكاية” على فضائية “إم بي سي مصر”، هو يتناول قطعا من البطيخ الذي قال إنه يراه لأول مرة: "بتاكل أنانس، أنا النهاردة ضارب نص بطيخة، طعمه مرعب"، مشيدا بمشروع وزارة الزراعة لاستنباط تقاوي وبذور مصرية.
في السطور التالية، نستعرض كيف بدأ مشروع إنتاج البطيخ الأصفر في مصر.
20 سنة من البحث والعمل
بدأت الفكرة قبل أكثر من 20 سنة، عندما كان الأستاذ الدكتور سليمان أحمد عمران، أستاذ تربية الخضر بمعهد بحوث البساتين، طالبا بكلية الزراعة.
قرأ "عمران" مقالا عن البطيخ اللا بذري، فاستهوته الفكرة، وأخذ يبحث أكثر فيها لدرجة أنه اختارها موضوعا لرسالة الدكتوراة.
في عام 2004 بدأ "عمران" العمل أكثر ونجح في تطوير سلالات جديدة على مصر، لكن تجارب الاختبار والتقييم أخذت وقتا ولم السوق المصري قابلا للفكرة آنذاك.
الإنتاج الأول في 2020
مكث الأستاذ بمركز البحوث الزراعية سنوات أخرى يبحث ويطور من سلالات البطيخ البذري إلى أن استطاع في يوليو 2020 إنتاج المحصول المصري الأول، بألوانه الصفراء والحمراء.
تعتمد فكرة إنتاج البطيخ اللا بذري على مضاعفة عدد "الكروموسات" في البطيخ، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث ما يسميه "عقما" فيصبح خاليا من البذور. بعد ذلك، تبدأ عمليات التعجين وفق معادلات كيميائية دقيقة، لكنه ينتج طبيعيا دون أشعة.
50 مليون دعم من “الزراعة”
"عمران" يعمل بالبرنامج الوطني لإنتاج تقاوي الخضر بوزارة الزراعة، وهو المشروع الذي دعمه وزير الزراعة السيد القصير بـ50 مليون جنيه، إلى جانب توفير المساحات اللازمة من الأراضي، وتهدف بحوثه وتجاربه إلى سد فجوة الاستيراد من تقاوي البطيخ.
"سأزرع اكتشافي في بلدي أولا".. هكذا رد "عمران" على العروض التي قُدمت إليه من الخارج، إذ قرر أن تكون مصر أول بلد عربي تنتج البطيخ اللا بذري، ثم التصدير بعد ذلك.
في العام الماضي، طرح “عمران” وفريقه البطيخ اللا بذري في الأسواق، فأثبت جودته، ورصد إقبالا لا بأس به من المواطنين على شرائه، فيما يتبقى التوسع في المشروع أكثر لتحقيق الاكتفاء الذاتي ثم التصدير إلى الخارج.
مذاق حلو وسعر أعلى
المذاق الحلو أبرز مميزات هذا النوع من البطيخ، بينما يرتفع سعره عن البطيخ العادي إذ يصل سعر البطيخة إلى 50 جنيها، لكن المقبلين عليه يعوضون ذلك بتذوق فاكهة مليئة بالسكريات.
وبالنسبة للمزارعين فإن صلاحية البطيخة اللا بذرية تكون أطول اعتمادا على قلة إمكانية تلفه لأنه لا يحوي بذرا، كما أنه يوفر المهدر من البذور كل عام.