كواليس مشاركة روساتوم في «مشروع ريسوتوب» لحماية وحيد القرن الافريقي
شاركت شركة روساتوم الروسية المسئولة عن تنفيذ وبناء محطة الضبعة النووية، في مشروع "ريسوتوب" (Rhisotope) الابتكاري لمكافحة الصيد غير القانوني لحيوان وحيد القرن، الذي يعتمد على العلوم النووية، قد يسهم في الحد بشكل كبير من الصيد غير القانوني لحيوان وحيد القرن. وجامعة ويتواترسراند (WITs) في جنوب أفريقيا هي الجهة التي بادرت بالمشروع.
مشروع ريسوتوب لحماية وحيد القرن الافريقي
ويجري تنفيذه في إطار تعاون دولي يشارك فيه عدد من الأطراف وبينها منظمة العلوم والتكنولوجيا النووية الأسترالية (ANSTO) وجامعة ولاية كولورادو (الولايات المتحدة) ومؤسسة "روساتوم" الحكومية الروسية للطاقة النووية ومؤسسة الطاقة النووية في جنوب إفريقيا (Necsa) إلى جانب مجموعة من العلماء والباحثين من ذوي الشهرة العالمية بالإضافة إلى أشخاص يملكون حيوانات وحيد القرن الأفريقي والجراح البيطري الدكتور ويليام فاولدز.
روساتوم
وتعد مؤسسة "روساتوم" الحكومية الروسية للطاقة النووية مساهما رئيسا وشريكا لهذا التعاون التكنولوجي الدولي الفريد من نوعه بين الجامعات والمنظمات النووية في إطار المشروع الذي أطلق في المحمية الطبيعية الرائعة Buffalo Kloof Private Game ، وهي أيضا جهة مشاركة مهمة في المبادرة.
وفي يوم انطلاقه، نُفذت المرحلة الأولى من المشروع حيث أُدخلت كمية ضئيلة من النظائر المستقرة غير المؤذية تماما في قرون اثنين من حيوانات وحيد القرن. وخلال الأشهر الثلاثة المقبلة، سيراقب العلماء الحيوانين وسيحلّلون مختلف العينات المأخوذة منهما حتى يستطيعوا الوصول إلى معرفة كيف تتفاعل النظائر داخل قرون وحيد القرن وجسم الحيوان. ويهدف هذا البحث في المقام الأول إلى التأكيد على أن إدخال النظائر المشعة في قرون هذه الحيوانات النادرة والجميلة لن يسبب لها أي ضرر. ولهذا الغرض سيستخدم في البحث أساليب النمذجة الحاسوبية والنمذجة الوهمية للتأكد من صحة هذا الافتراض وأيضا من أجل تحديد النظير المشع المناسب والكمية المراد استخدامها.
ويشارك في المشروع اثنان من حيوانات وحيد القرن الأفريقي، وهما "إيغور" و"دنفر"، ويعدان رائدي المشروع والبطلان الرئيسيان فيه. وقد سُمي "إيغور" باسم عالم الفيزياء النووية السوفيتي إيغور كورتشاتوف الذي ساهم مساهمة كبيرة في تطوير التكنولوجيا النووية المدنية كما نعرفها اليوم. بينما يحمل "دنفر" اسم عاصمة ولاية كولورادو الأمريكية وذلك تقديرا للجهود التي تبذلها جامعة ولاية كولورادو في المشروع.
وسلط رئيس قسم الإشعاع والفيزياء الصحية في جامعة ويتواترسراند في جوهانسبرغ، البروفيسور جيمس لاركين، الضوء على المشروع من منظور مختلف وقال إن جنوب أفريقيا: "واحدة من البلدان القليلة جدا في العالم التي يمكنك زيارتها ورؤية الحيوانات الخمس الكبرى الخمسة الكبرى (أي الحيوانات الأفريقية المعروفة بـBig 5). علينا أن نعمل بجد للحفاظ على ذلك لسببين، أولا، من أجل توفير فرص العمل لصالح كل من يعيش ويعمل في المحمية وفي هذه المزرعة تحديدا.
وثانيا، عليك أن تدرك أنه يمكنك إطلاق النار على وحيد القرن مرة واحدة فقط، ولكن إذا قمت بتصويره بالكاميرا، يمكنك تكرار ذلك مئات المرات أو ألف مرة. والناس سيستمرون بالعودة إلى المكان لرؤية هذه الحيوانات الجميلة، وهو أمر يوفر الوظائف للعديد من الناس ويساعد على نمو الاقتصاد".
مشروع Rhisotope
و Rhisotope هو مشروع متعدد الأوجه ويعتمد على المبادئ الرئيسيةالتالية: خفض الطلب على قرون حيوانات وحيد القرن حتى لم تعد سلعا له قيمة؛ تحسين أوضاعالسكان وجذب الاستثمارات؛ تطوير التعليم بالإضافة إلى تشجيع الدراسات والأبحاث المتعلقةبحيوانات وحيد القرن وجمع البيانات حولها. ويهدف المشروع من خلال التركيز على هذه المبادئ،إلى تقليل الطلب على قرون حيوانات وحيد القرن في السوق الدولية وزيادة نسبة الكشف عن قرونها عند تهريبها عبر الحدود الدولية. ويرى الخبراء أن تجهيز مختلف المنافذ والمعابرحول العالم بأكثر من 10000 جهاز لكشف الإشعاع سيجعل تهريب قرون وحيد القرن أمرا صعبا للغاية فضلا عن أنه سيعزز بشكل كبير احتمالية تحديد مهربين القرون والقبض عليهم.
وإثر الانتهاء من الجانب البحثي من المشروع وإثبات الافتراض الذي يستند إليه، سيتم طرح التقنية المستخدمة على مالكي وحيد القرن من الأطراف الحكومية والخاصة في القارة الأفريقية وعلى مستوى العالم. فيما سيتوفر الوصول المجاني إلى الملكية الفكرية والتدريب والمساعدة ضمن المشروع للمنظمات البيئية الراغبة في الاستفادة من التقنية لتعزيز حماية حيواناتها من الصيد غير القانوني.
وقال ريان كوليير، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "روساتوم" في منطقة وسط وجنوب أفريقيا: "إننا فخورون جدا بأن نلعب دورا أساسيا في هذه المبادرة المذهلة، والتي لديها القدرة على إنقاذ هذه الحيوانات الرائعة من الانقراض. ومن المدهش أن العلم قادر على تجاوز حدود الدول والسياسة وحواجز أخرى في سباق يرمي إلى إنقاذ حيوان وحيد القرن الأفريقي المعرض للقتل مثلما تظهره هذه المبادرة الدولية. نؤمن بأن العلوم وخاصة العلوم النووية، ستلعب دورا محوريا ليس في حماية حيوانات وحيد القرن وحسب بل في حماية كوكبنا عموما".
الصيد غير القانوني لحيوان وحيد القرن
جنوب أفريقيا هي موطن لـ 90% من وحيوانات وحيد القرن الموجودة في العالم. في الفترة ما بين عامي 2010 و2019 تعرضت أكثر من 9600 من حيوانات وحيد القرن للقتل جراء الصيد غير القانوني لها. على الرغم من أن التجارة بقرون وحيد القرن تعد غير مشروعة ومحظورة دوليا، إلا أن هناك العديد من الدول التي تسيّر البيع غير المشروع لقرون وحيد القرن، ومن بينها فيتنام والصين وكمبوديا وكرواتيا وكوريا الشمالية وغيرها. والآن بات الاتجار بقرون وحيد القرن ليس مجالا للعمل الإجرامي بحد ذاته، وإنما أصبحت تلك القرون "سلعة" تتربح منها أكبر عصابات الجريمة.