رضا طاهر الفقي
حكايات أبوزيد الجمال
عالم من السكينه والهدوء يلفني كلما تذكرت ايام زمان والماضي الجميل ، حينما كان الناس يلهوا ويلعبوا ويحبوا علي ضوء القمر يقطع عليهم سواد الليل البهيم ، كانت فيها الايام رخيه من الصداقه والمحبه والموده، عندما يطلمنا الواقع بعنفه، وبركان الخراب الذي عم البلاد والعباد، واصبح المنحرفون، الوجوه المدمره العيون الناريه، وصرخة الشيطان التي ملات سهوب الارض وجدوبها سمة عصرنا .. الا انه يطل علينا من زمنه الجميل بوجهه الضحكوك وقدرتة علي رش الابتسامه في طرقات الناس ،والفلاحين كان قصيرا ربعه ، يعمل جمالا والتي كانت تعد في ذلك الوقت احد ادوات الانتاج مثلها مثل الحمير يقطع طرق الحقول ذهابا وايابا في عملا شاق، ويقطع كل الطرق والدروب في القريه ومع كل طريق ، ودرب من هذه الدورب كانت له مفارقات ومغامرات ومقالب ، كان الغرض منها سرقة البسمه للفلاحين الذين يكدحون ويتعبون بلاطائل يذكر كانت احد متعتهم البسيطه حكايات ابوزيد الهلالي وابوزيد الجمال كانت سلواهم الوحيده حكاياته ونوادره كانوا يتسامرون بها .. من وقائعه كثيره ومغامراته اكثر ومنها ، كان عائدا من الحقل في ضحي يوما من ايام الشتاء الدافي ،.يحمل حملا من القش علي جمله ويغني قصص ابوزيد الهلالي والتي كان يحفظها جيدا وكان دائما مايرويها الي جلسائه كل يوم في مجلسه الليلي ، واثناء سيره علي طريق ابو فلاح احد احواض القريه ،واذا بسيده تذهب الي زوجها في الحقل بالغذاء واذا به يسالها رايحه فين قالت رايحه بالغذاء لابوابراهيم زوجي وسالها ثانيه هل كان تعبان قبل ذلك ؟ قالت له ماذا حدث ؟قال لها شدي حيلك ، زوجك مات ادرات السيده وجهها الي القريه وهي تصرخ وتندب وتبكي بحرقه وتطلم وكل من يراها يذهب خلفها حتي ذاهبوا الي منزلها .. وبدات مراسم اعداد الدفن وانتظار الجثه العائده من الحقل ، ودعت الشمس النهار والاهل يجتمعوا للعزاء واخذ الخاطر ،وذهب البعض الي الحقل يستطلع الامر فاذا بالميت يعمل في الحقل ، وساله ياعم انت قاعد والناس في انتظار خروج جنازتك ،حيث جاءت زوجتك الي المنزل تندب وتصرخ وتطلم ،وعاد معه علي الفور والناس في الطريق تتغامز ويتحدثوا غن موته ،ووصل الي المنزل فوجد الجميع السيدات يلبسوا ملابس سوداء ويندبوا، ويصرخوا واذا بزوجته يغمي عليها من المفاجاه ان تري زوجها حيا بعد ان ظنت انه رحل عن الدينا ،وعقب عودة الوعي سالها ماذا حدث قالت قابلني ابوزيد وقال انك مت فضحك وضحك الحضور جميعا وقالوا فعلها ابوزيد اضافوا هذا الموقف الي سجل نوداره التي لاتنتهي واعترض البعض حتي علي لؤمه عن تلك الفعله يكفي انك بخير وبدا الجميع في تدوال حكايات اكثر طرافه من تلك ، حيث ذكر احدهم انه كان له صديق يجلس معه يوميا ويسهروا علي المصطبه امام منزله واذا بصديقه يتحداه ان يفعل فيه مقلب من تلك المقالب فرد عليه هعمل فيك مقلب النهارده انتهي مجلسهم وعاد صديقه الي منزله وبدا يذهب في النوم واذا بطرقات علي بابه بشدده انها طرقات ملهوف ،وفتح الباب في فزع فاذا بسيده لايظهر منها شئ قالت له انا ست غريبه، وليس لي مكان ابات فيه فرحب بها وقال لها اجيب لكي عشاء فقالت له لا انا عايزه انام فاذا بالرجل بنخوتة الفطريه ، اداخلها الي الغرفه وقال لها نامي علي السرير مع زوجتي ونام الجميع وتقلب في ملابسه النسائيه ،وظهرت معالمه واذا بالزوجه تصرخ انه ابوزيد واذا به يفر هاربا قائلا الم اقل لك اني سافعل فيك المقلب اليوم، وضحك الجميع واذا باخر يذكر للحضور فاكرين حينما رايناه وهو يضع قش اما م منزل عمك ابراهيم ابواحمد، ويحضر كنب وساله بعضنا ايه الحكايه قال لهم ان ابراهيم ابواحمد مات وذهبنا الي المسجد لصلاة الفجر وعقب الانتهاء من الصلاه جلسنا علي الكنب، وحضرت السيدات كالعاده تصرخ وتندب وتطلم حتي ظهر النهار واذا بالرجل يخرج من منزله متسائلا ماذا يحدث قالوا له ابوزيد قال لنا انك ميت ، قال اين هو قالوا كان هنا الان وظلوا يبحثوا عنه فاذا به يهرب من المكان وانتهي الموقف بضحكات عاليه كان الرجل مع كل هذه المقالب شهما يقول الحق ، حتي لو علي نفسه لذلك كان الناس يتحملوا كل ذلك لان ميراث العلاقه بينهم وبينه تسمح بهذا اللهو الذي كان لهوه بالنسبه لهم مثل جزيزه صغيره يبحثوا بها عن البسمه وسط تداعي الحوداث كانت قفشاته، ومقالبه مثل نقطه مضيئه من الامل لتؤكد لهم انهم مازال عندهم امل في حياه يملاها الشقاء والبوس ومازالت نوداره يحكيها الكبار للصغار كنوع من بث الطرافه وتاكيدا علي الالفه الانسانيه التي كانت تغفر كل شئ وتغفر كل الالام المقلب ، كلما تذكر لنا حكاياته التي تحكي لنا من اجيالا عاشت معه يضحك الجميع وظل الرجل يضحكنا حيا وميتا