ضمن خطة مصر 2030.. كل ما تريد معرفته عن الهيدروجين الأخضر
محمود أبو السعود
بدأت مصر خلال الفترة الاخيرة التوجه نحو التوسع في مجالات الطاقة النظيفة الخضراء وزيادة مساهمة نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة، والاهتمام الذى يوليه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة لتنويع مصادر إنتاج الطاقة الكهربائية والاستفادة من ثروات مصر الطبيعية وبخاصة مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة ومن بينها انتاج واستخدام وتصدير الهيدروجين الاخضر تماشيا مع التوجه العالمي في هذا المجال، وفى إطار التوجه العالمي للحد من انبعاثات الكربون وتخفيف آثار تغير المناخ تمشياً مع استراتيجية 2035/2050.
ويعد الهيدروجين الأخضر وقوداً خالياً من الكربون ومصدر إنتاجه هو الماء، وتشهد عمليات الإنتاج فصل جزيئاته عن نظيرتها من الأوكسجين في الماء، بواسطة كهرباء يتم توليدها من مصادر طاقة متجددة، ويحظى باهتمام عالمي في العقد الأخير باعتباره مصدراً واعداً للطاقة في المستقبل القريب.
تبادل الخبرات
في هذا الإطار استقبل الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة السيد فرنسوا كونيه Franҫois Cornet d’Elzius سفير بلجيكا بالقاهرة وممثلى شركة DEME البلجيكية بحضور المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية وذلك لبحث سبل دعم و تعزيز التعاون بين جمهورية مصر العربية وبلجيكا .
وأكد على رغبته فى الاستفادة من الخبرات البلجيكية فى مجال الهيدروجين الأخضر مشيراً إلى اتفاق نوايا الذى تم توقيعه بين الشركات التابعة لوزارتى الكهرباء والطاقة المتجددة والبترول والثروة المعدنية وشركة أبوقير لإنشاء وإدارة الموانئ مع تحالف شركة DEME البلجيكية باعتبارها من كبرى الشركات العالمية ذات الخبرات الكبيرة في مجال الطاقة النظيفة وإنتاج الهيدروجين الأخضر وتخزينه على مستوى العالم، ونظراً لموقع جمهورية مصر العربية المتميز والثراء الواضح الذى تتمتع به فى مصادر الطاقات المتجددة والتي تشمل بشكل أساسي طاقة الرياح والطاقة الشمسية والبنية التحتية والأراضى المتاحة المؤهلة لهذا المجال ، والعلاقات المتميزة بين البلدين ، وكذلك استكمالا لقصص النجاح التى نجح قطاع الكهرباء فى تحقيقها بمجال الطاقة المتجددة .
وجدير بالذكر أن الهيدروجين الأخضر يحظى أيضًا باهتمام كبير باعتباره مصدرًا واعدًا للطاقة فى المستقبل القريب، كما تعمل حالياً لجنة وزارية على المستوى الوطني لدراسة الهيدروجين كمصدر للطاقة في المستقبل القريب في مصر والبحث في جميع البدائل الممكنة لتوليد واستخدام الهيدروجين مع الأخذ في الاعتبار التجارب الدولية في هذا المجال حيث سيتم تحديث استراتيجية الطاقة 2035 لتشمل الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة.
ويذكر أن الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والسيد جو كيزر، الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس، وقعا اتفاق نوايا للبدء في المناقشات والدراسات لتنفيذ مشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر كخطوة أولى نحو التوسع في هذا المجال وصولًا إلى إمكانية التصدير.
ولكن ما هو الهيدروجين الأخضر؟
الهيدروجين الأخضر يحظى باهتمام كبير عالمي ومصر ليست أول دولة عربية تعمل على توفيره، فسبقتها الممكلة العربية السعودية، باعتباره مصدرًا واعدًا للطاقة في المستقبل القريب.
الهيدروجين الأخضر هو عبارة عن وقود خالٍ من الكربون، مصدر إنتاجه هو الماء، وتشهد عمليات الإنتاج فصل جزيئات الهيدروجين عن جزئيات الأكسجين بالماء، بواسطة كهرباء يتم توليدها من مصادر طاقة متجددة، ويلتزم الهيدروجين الأخضر بأهداف حماية البيئة ومكافحة الاحتباس الحراري، لكونه يعتمد إزالة الكربون وتقليص نسبته في الهواء.
ووقعت وزارة الكهرباء اتفاق نوايا، للبدء في المناقشات والدراسات لتنفيذ مشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر بالتعاون مع شركة "سيمنز" الألمانية، كخطوة أولى نحو التوسع في هذا المجال، وصولاً إلى إمكانية التصدير، مؤكداً استعداد القطاع للتعاون مع مختلف الأطراف في هذا المجال، وهذا النوع من مصادر الطاقة يحظى باهتمام كبير باعتباره فرصة للتخلص من مصادر نظيرتها التقليدية.
البحث عن مصادر جديدة للطاقة يأتي في ظل استراتيجية الدولة للتحول من مد السيارات بالمحروقات التقليدية بمثيلتها من الطاقة الكهربائية، والاستثمار فيها وما يتصل بها من شبكات ومحطات شحن، إضافة إلى تهيئة البنية التحتية المتصلة بالسيارات الكهربائية، علاوة على أن حماية الهيدروجين الأخضر للبيئة ومكافحة الاحتباس الحراري، لكونه يعتمد على إزالة الكربون وتقليص نسبته في الهواء.
خطوات مصرية جادة
مصر تولي اهتماماً بتكنولوجيا "الهيدروجين الأخضر" لتوليد الطاقة الكهربية بالسيارات، ومنذ مطلع العام الحالي بدأت الحكومة خطوات جادة لتفعيل ذلك حينما استقبل رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي مسؤولي الشركات البلجيكية لبحث إمكانية الاستثمار مع تلك الشركات في مجال توليد الطاقة الكهربية بواسطة الهيدروجين.
تلك التكنولوجيا قد تكون مستقبل السيارات في مصر والعالم، كونها أقل تكلفة من تغذية السيارات عبر بطاريات الليثيوم، علاوة على أن السيارات لا تحتاج سوى دقائق لإعادة شحنها، بعكس البطاريات التي تحتاج لساعات، خصوصاً في ظل توجه الدولة إلى إحلال الطاقة المتجددة محل المحروقات التقليدية كاستخدام الغاز الطبيعي بدلاً من المحروقات العادية عبر مبادرة إحلال السيارات التي تعمل بالغاز محل نظيرتها بالبنزين، والغاز الطبيعي هو البديل الأفضل حالياً للسوق المصرية.
5800 ميغاوات إنتاج مصر من الطاقة المتجددة
تعتمد وزارة الكهرباء استراتيجية حتى عام 2035، هدفها الأساس هو الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والحديثة، ومصر تنتج حالياً 5800 ميغاوات من الطاقة المتجددة، التي تشمل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، مشيراً إلى أن الاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة مثل الهيدروجين الأخضر يأتي في إطار خفض أسعار بيع الكهرباء سواء للمستهلكين أو المُصنّعين لدعم الاقتصاد الوطني.
استراتيجية الكهرباء تعتمد على تنويع مصادر الطاقة باستخدام كافة المصادر المتاحة لإنتاجها، فيما عدا الطاقة النووية في الوقت الحالي، والخطة تسعى للوصول بالطاقات الجديدة والمتجددة إلى نحو 20 في المئة من إجمالي الطاقة المولدة في 2022، بينما تسعى للوصول بتلك النسبة لتمثل 42 في المئة من إجمالي الطاقة المولدة في مصر عام 2035.