منحل يملكه البطل.. كيف استعان مسلسل «لعبة نيوتن» بعسل النحل دراميًا؟
محمد حسن
شاب يمتلك منحلًا صغيرًا على مساحة قيراطين وسط أرض زراعية شاسعة.. هكذا أعاد مسلسل "لعبة نيوتن" للمخرج تامر محسن، نشاط إنتاج عسل النحل للصورة مجددًا من خلال شخصية "حازم" التي يجسدها الفنان محمد ممدوح.
العسل بما هو معروف عنه من ازدواجية في الفائدة والضرر، من حيث حلاوة الطعم وقسوة اللدغة، بدا أنه عنصر درامي رفيع لكنه فاعل في أحداث العمل، وهو اختيار موفق في عمل يُعرض على المصريين الذين يرددون في مناسبات عديدة “يا نحلة لا تقرصيني ولا عايز عسلك”، بمعنى تجنب الأمر الجيد المحمل بالخطر.
العسل ومصدره النحل استخدمهما المسلسل في تفصيلات درامية ظهرت في الخمس حلقات الأولى من العمل، ففي أحد المشاهد بين “حازم” وزوجته “هنا” التي تلعب دورها الفنانة منى زكي، تدور مناقشة حول تسمية المنتج، ويرسخ العمل هنا فكرة عدم ثقة الزوج في آراء زوجته والتقليل من مقترحاتها.
يتداخل العسل كذلك كشيء طبيعي في الحياة الغذائية لأسرة “حازم”، عندما تذهب “هنا” لإعداد وجبتين من “الكورن فليكس” لأطفال الأسرة مستخدمة العسل الطبيعي الذي يتوافر في مطبخهم بالطبع.
الأمور تتطور أكثر بعد ذلك، عندما يصبح المنحل الصغير محل صراع بين البطل و”شاهين” الذي يعمل مع مالك الأرض، وهو شخص عدواني للغاية، يرفض مد عقد تأجير المكان لـ“حازم” ويطلب منه الخروج من المزرعة، وعندما يرفض الأخير يهدم له الخلايا ويتعدى على مساعده بالضرب.
حدة وغرابة الاستخدام الدرامي للعسل والنحل تأتي بعد ذلك سريعًا، ففي الحلقة الرابعة، تضمن المسلسل مشهدًا لعملية قتل غريبة بالنحل، عندما ذهب “حازم” إلى “شاهين” بعد أن دمر مشروعه، وبعد اشتباك بالأيدي، يلقي صاحب المشروع الضائع برطمانا من العسل على جسد “شاهين” فتكون نهايته الغريبة.
انجذب النحل إلى جسد “شاهين”، وتحديدًا وجهه الغارق في العسل، وحاصرته الحشرات اللاذغة فخنقته وأردته قتيلا وسط ذهول “حازم” الذي يصاب بحالة تشنح ورعب، ويبحث على “جوجل” بعد ذلك: “هل يقتل عسل النحل الإنسان” ثم يكاد يسلم نفسه لقسم الشرطة.
وبحسب بيانات وزارة الزراعة، فإن مصر من أكبر منتجي ومصدري عسل النحل عربيا، بواقع من 25 إلى 30 ألف طن سنويا.
وبشكل محدد، تصنف مصر بالمركز الثاني عربيًا فى إنتاج عسل النحل بعد الجزائر، بحسب منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة.
وفي مصر نحو مليونى خلية نحل، بينما تتصدر الصين ترتيب الأكثر امتلاكًا لخلايا النحل، بواقع 7 ملايين خلية، لتصبح الأول أيضا في الإنتاج العالمي للعسل بواقع 502 ألف طن سنويًا.
ووفق بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بلغت كمية إنتاج العسـل 5.5 ألف طن عام 2018 مقابل 4.1 ألف طن في العام السابق عليه، بزيادة قدرها 32.4٪، وسجلت محافظة أسيوط أعلى نسبة إنتاج، بواقع 32٫8٪ من كمية إنتاج العسل.
ويعد فصل الربيع هو ذروة مواسم إنتاج العسل، فيما يتأثر الإنتاج في فصل الشتاء بسبب الطقس البارد، الأمر الذي يدفع وزارة الزراعة إلى إصدار توصيات لمربي النحل، أهمها ضم الطوائف الضعيفة أو عديمة الملكات لزيادة درجة الحرارة، وترتيب الأقراص مع تغطيتها من أعلى بقطعة من القماش أو الخيش النظيف.
بالإضافة إلى ذلك، يجب وضع أحجار ثقيلة أعلى غطاء الخلايا من الخارج في الأوقات شديدة الرياح، وخاصة على الخلايا التي توجد في الأماكن المكشوفة والأكثر عرضة لتأثيرات الرياح.
وفي نوفمبر الماضى، نظم اتحاد النحالين العرب مهرجان العسل المصرى في نسخته الثانية، بحديقة الأورمان، تحت رعاية السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، واستمرت فعالياته لمدة 5 أيام، بمشاركة أكثر من 100 عارض يمثلون أهم شركات نحل العسل في مصر.