«حسن البنا» VS «محمد مبروك».. مولد الإخوان ونهايتهم على يد إياد نصار
محمد حسن
لأن الممثل الجيد يتسطيع تجسيد أغلب الشخصيات حتى لو كانت متناقضة، فإن أدواره قد تضعه في مفارقات زمنية أو تاريخية.
هذا ما حدث مع الفنان الأردني إياد نصار صاحب المشوار الناجح في مصر منذ 2009، عندما جسّد شخصينين على النقيض تمامًا، وإن كان يربطهما موضوع واحد.
في رمضان 2010، عُرض مسلسل "الجماعة" للمؤلف وحيد حامد والمخرج محمد ياسين، عن قصة تأسيس جماعة الإخوان.
المسلسل الذي أثارة موجة من الجدل والنجاح في في السنة قبل الأخيرة لنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، تتبع الخيوط الأولى لوجود هذه الجماعة في مصر، عبر مؤسسها حسن البنا.
بدت شخصية "البنا" غريبة على إياد نصار، لكن الممثل الأردني لعبها بجدارة، ونال إشادة واسعة، إذ تمكن من إظهار الكاريزما الطاغية لزعيم الإخوان في تأسيس الجماعة بمساعدة الإنجليز، وتجنيد العناصر الإرهابية لزرع هذا الكيان قبل أكثر من 90 سنة.
بعد 11 سنة على هذا التاريخ، وفي رمضان الجاري، كان "إياد" على موعد مع شخصية مختلفة، في مسلسل "الاختيار 2"، عندما جسد دور الشهيد محمد مبروك، ضابط الأمن الوطني المسئول عن ملف الجماعة.
شخصية حقيقية أخرى تصدى لها "نصار" هذه المرة لكن من الجانب الآخر تماما، فمبروك الذي ظهر في المسلسل كـ"هارد ديسك" الجماعة، العالم بكل خباياهم، كان ضابط التحريات في قضية التخابر الشهيرة.
أدلة "مبروك" في قضية التخابر كانت سببا في محاكمة المتهمين من الجماعة، إذ رصد اتصالات جرت بين الرئيس المعزول محمد مرسي والقيادي في الجماعة الإخوان، أحمد عبد العاطي، عضو تنظيم الإخوان، أثناء وجوده في تركيا، وتم تسجيل المكالمة بإذن من النيابة العامة يوم 9 يناير 2011، قبل أيام من أحداث يناير.
ثمة مفارقة أخرى بين الشخصيتين، وهي أن نهاية كل منهما كانت القتل، لكن شتان بين الاثنين.
اغتيل حسن البنا في حادث غامض وقيل إن العملية نفذها عناصر من الإخوان أنفسهم، وذلك عندما تلقى 7 رصاصات في صدره في 12 فبراير 1949 أمام مقر جمعية الشبان المسلمين في شارع رمسيس، توفي بعدها بساعات في مستشفي قصر العيني.
أما الضابط محمد مبروك فكانت ضحية عملية إرهابية لجماعة أنصار بين المقدس، في 18 نوفمبر 2013، أثناء مروره بالسيارة التى يستقلها بشارع نجاتي فى مدينة نصر، إذ أطلقت عليه العناصر الإرهابية 13 طلقة أثناء ذهابه إلى العمل ليسقط شهيدًا فداءً للوطن.