«الفرنشايز» بيزنس بعيداً عن عُقدة التسويق
محمود أبو السعود
أصبحت أحلام الشباب المصري تتركز نحو عمل مشروعات صغيرة لمواجهة سوق البطالة خلال الربع قرن الأخير، وبات تأسيس مشروع نواة جديدة لحياة الشباب في مصر، ولكن مشكلة التسويق مؤرقة مادياً لمن يبدأ مشروعه الخاص حتي طفا علي السطح مصطلح «الفرنشايز» وهو يعني إعطاء حق في استغلال العلامات التجارية للأفراد والشركات مقابل نسبة من الأرباح أو الإيرادات لصاحب العلامة، وهو ما سهل علي الشباب تأسيس مشروعات صغيرة بتلك النظام، ولكن ما هو الفرنشايز.. وما هي مميزاته.. وكيفية الحصول عليه؟.
ما هو "الفرنشايز" ؟
هو تعاقد تجارى بين طرفين يقوم الطرف الأول - المالك لمنتج أو خدمة ويطلق عليه مانح حق الامتياز بمنح حق استغلال العلامة التجارية الخاص بمنتجه، او خدمته للطرف الثاني ويطلق عليه الحاصل على حق الامتياز، ويقوم الحاصل على الامتياز بتشغيل وادارة أو توزيع وتسويق هذا المنتج أو الخدمة في منطقة محددة ولمدة محددة.
على أن يتم ذلك وفقا لنظام العمل الخاص بمانح حق الامتياز ومطابق تماما لما هو قائم بفروعه الأخرى، من حيث آليات العمل، الإدارة، تصميمات المكان، ضوابط الجودة، توفير التدريب اللازم.
نظام الفرانشايز يكون له دور كبير في تجنب بعض أسباب فشل المشروعات المبتدئة وكل ما يندرج تحت التسويق والعلامة التجارية والخبرة الفنية والتسويقية، كما يستفيد الحاصل على الامتياز من نجاح المنتج والاسم التجاري مقابل مبلغ من المال يدفعه الى مانح الامتياز بالإضافة الى نسبة من إجمالي قيمة المبيعات.
مميزات بدء المشروعات بنظام الامتياز التجارى
- التمتع باستخدام علامة تجارية ذات شهرة واسعة مما يضمن لك النجاح بشكل أسرع .
- الحصول علي دعم فني من ( مانح الامتياز ) في أي وقت.
- الاستفادة من نجاح العلامة التجارية و تكرار هذا النجاح.
- الحصول علي تدريب كامل علي طرق العمل و نقل المعرفة و الخبرة المهنية.
- استقلال ( ممنوح الامتياز ) باعتباره مالكاً للمشروع.
- يتمتع ( ممنوح الامتياز ) بالحماية من المنافسة .
- الانضمام مع مانح الامتياز في المنظومة التسويقية (إعلانات/ مراكز خدمة العملاء / خدمة ما بعد البيع/ خدمة الضمان وغيرها).
الخدمات المالية المقدمة فى مجال الفرنشايز
تمويل من خلال الإقراض المباشر من جهاز تنمية المشروعات:
- تقدم العميل لأحد فروع الجهاز لملأ استمارة التعارف الخاصة بالمشروع.
- تحويل الطلب إلى الشركة مانحة حق الامتياز التجاري (Franchisor) لدراسة الحالة مبدئياً ومعاينة موقع المشروع المقترح من قبل العميل للموافقة عليه ومطابقته للمواصفات المطلوبة.
- بعد موافقة الجهة المانحة يتقدم العميل بالمستندات المطلوبة ليتم دراسته والموافقة عليه ائتمانيا وفقا للضوابط المعمول بها فى جهاز تنمية المشروعات.
تجارب ناجحة
أمريكانا
دخلت مصر عام 1975 بسلسلة محلات ويمبى، وتمتلك حالياً 11 علامة تجارية فى مجال المطاعم السياحية العالمية فى السوق المصرية، أبرزها «كنتاكى» و«بيتزا هت»، وتقوم بتشغيل أكثر من 12 ألف عامل.
نيو بورن
بدأ فى مصر عام 1990، ويمتلك حالياً أكثر من 50 متجراً فى مصر، ويسعى للتوسع وزيادة فروعه محلياً وإقليمياً من خلال «الفرنشايز».
العربى جروب
بدأ العربى بأخذ الامتياز التجارى للعلامة اليابانية «توشيبا» عام 1974، حتى تمكن من تصنيع بعض منتجاتها محلياً، ويمتلك الآن الامتياز التجارى لأكثر من 10 علامات عالمية أبرزها «شارب» و«سونى».
كارفور
بدأت «كارفور» فى الشرق الأوسط عام 1995 بعد توقيعها اتفاقية امتياز مع مجموعة ماجد الفطيم الاستثمارية، فيما منحت الشركة أول رخصة فرنشايز عام 1960، ويمتلك فى مصر أكثر من 37 متجراً
إحصائيات
ويقدر إجمالي الاستثمارات بمجال الفرنشايز بحوالي 90 مليار جنيه خلال السنوات الأخيرة، إضافة إلى أن عدد أنظمة الفرنشايز القائمة بمصر تتجاوز 600 نظام بين أنظمة عالمية ومحلية، تتنافس معاً على مبيعات سنوية تقدر بحوالي 12 مليار جنيه، وتوفر حوالي 800 ألف فرصة عمل مباشر ومليون و500 ألف فرصة عمل غير مباشرة.
ويتواجد الفرنشايز في قطاع التجزئة الذي يمثل 49% من إجمالي أنظمة الفرنشايز في مصر، والتي تتمثل في (الأزياء والموضة، والهايبر ماركت، والمنتجات المنزلية، والأثاث، والمصنوعات الجلدية)، بينما باقي المجالات يمثل 51% موزعة بين أكثر من 20 مجالا آخرًا، ومنها 23% تمثل المطاعم.
السوق المصري يحفز المشروعات
ومن جانبه أوضح طارق توفيق رئيس الجمعية المصرية لتنمية الأعمال أن السوق المصري يفوق الـ90 مليون مستهلك؛ مما يحفز على نمو تلك المشروعات بسرعة وبخطى ثابتة، مؤكدًا أن نجاح مشروعات الفرنشايز يتوقف على الالتزام بالتعاقدات وتنفيذ كل تعليمات المانح، مشيرا إلى أن كل المجالات يمكن أن تصبح مشروعات فرينشايز طالما توافر بها سبل الإدارة السليمة والاستمرارية في النجاح.
وتمثل العلامات التجارية المحلية في مصر حوالي 42% من مجموع العلامات التجارية، بينما 58% منها علامات أجنبية، وكانت معظمها من الولايات المتحدة الأمريكية، وتطور الأمر بعد ذلك وأصبح ما يعادل 90% من العلامات التجارية الأجنبية في مصر من أوروبا لاسيما إسبانيا وفرنسا واليونان وإيطاليا، ومن الشرق الأوسط.
توعية المشاركين
فيما أوضح أيمن صبحي، مساعد رئيس جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، أن الجهاز يقوم بتعريف أصحاب المشاريع الصغيرة والذين لديهم فكره تجارية يريدونا تنفيذها، بالفرنشايز، مشيرا إلى أن الفرنشايز متواجد في مصر ولكن يسير ببطء.
وأضاف صبحي في تصريحات خاصة لـ "المؤشر"، أن على صاحب المشروع دراسة الفكرة التجارية جيدا، وتحديد التمويل للازم للفكرة لتنفيذها، مشيرا إلى أن السوق يحتاج خلال الفترة المقبلة فرنشايز في مجال الصناعة، فمصر على مدار السنوات الماضيه توغلت في فرنشايز السلاسل التجارية والمطاعم، ولم يتلفت إلا القليل إلى الصناعة.
وأشار مساعد رئيس جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إلى أن مسودة قانون "الفرنشايز" يجب أن تراعي تحديد العلاقة بين المتعاقد والفرنشايز، حيث هناك بعض الفرنشايز يقيدوا المتعاقدين بشروط صعبة.
يجذب استثمارات
وقال علاء البهى، عضو غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات التجارية، إن الفرنشايز يعمل على تنشيط السوق المصري، وجذب المزيد من الاستثمارات، والعمل على تطوير المشروعات الصغيرة بخبرات عالمية.
وأضاف البهي، في تصريحات خاصة لـ"المؤشر"، أن الفرنشايز موجدود في مصر منذ سنوات عديدة وليس وليد اللحظة، إلا أنه يعمل بدون قانون تنظيمي، لذلك يقوم اتحاد الصناعات خلال الفترة الحالية بوضع مسودة القانون.