بالتفاصيل.. نكشف آخر الشراكات مع «جايكا» اليابانية

استقبلت مصر، على مدار اليومين الماضين،  ماتسوناجا هيديكى، المدير العام للوكالة اليابانية للتعاون الدولي JICA لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط بزيارة قصيرة لمصر لأول مرة بعد توليه منصبه رسميًا التقى خلالها وزراء المالية والتخطيط والتعاون الدولى والنقل، لبحث أوجه التعاون بين الوزارات والوكالة اليابانبة.

وأشاد المدير العام للوكالة اليابانية للتعاون الدولي  بالتطور الهائل على الصعيد التنموي في مصر، حيث قام بزيارة للعاصمة الإدارية وتمكن من رؤيتها على الطبيعة، الأمر الذي أثار إعجابه مؤكدا انتقال مصر لمرحلة مهمة في مستقبلها التنموي، كما أوضح أن التجربه المصرية ستكون تجربة ملهمة ورائدة .

ورحب المسؤول الياباني بكافة الاقتراحات التي قدمتها وزارة التعاون الدولي وبخاصة في مجال التدريب وكذلك مشروعات رياده الأعمال، ولفت المدير العام للجايكا إلى أن هذه الاقتراحات ستكون بدايه جديده لتعاون مثمر ومستمر مع وزاره التخطيط والتنمية الاقتصادية وذلك في ضوء ما تشهده العلاقات المصرية اليابانية من ازدهار مؤكدا رغبة القيادة السياسية في دولة اليابان في تفعيل التعاون ودعم الجهود التنموية مع جمهورية مصر العربية.

التعاون المصرى اليابانى

بدأ التعاون بين مصر واليابان ببرامج التعاون الفني في عام ١٩٥٤، ثم المنح في عام ١٩٧٣، والقروض الإنمائية في عام ١٩٧٤، وقد أنشئ مكتب هيئة التعاون الدولي اليابانية في مصر "جايكا" عام ١٩٧٧ لتصبح الجهة المنوطة بالإشراف على التعاون بين البلدين. تعتبر أهم مشروعات التعاون بين مصر واليابان هي إنشاء دار الأوبرا المصرية وكوبري السلام ومستشفى جامعة القاهرة التخصصي للأطفال (مستشفى أبو الريش الياباني) والخط الرابع لمترو الأنفاق والمتحف المصري الكبير.

عقب زيارة رئيس وزراء اليابان، شينزو آبي، إلى مصر في يناير 2015 وزيارة عبد الفتاح السيسي إلى طوكيو في عام 2016، أعلن الزعيمان "البيان المشترك بين مصر واليابان"، ويعتبر هذا البيان بمثابة الخطوة الأولى نحو مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أكد الزعيمان رغبتهما في مواصلة العمل على تعزيز الاستقرار والتنمية على المستويين الإقليمي والدولي، وتطوير علاقاتها الاستراتيجية، ولا سيما في مجالات التعليم والكهرباء والصحة من خلال توقيع اتفاقيات عديدة منها اتفاقية مبادرة الشراكة المصرية اليابانية للتعليم.

الوكالة اليابانية للتعاون الدولي JICA هي منظمة حكومية مستقلة تقوم بتنسيق المساعدة الرسمية للتطوير (ODA) لحكومة اليابان. وتختص بمساعدة النمو الاقتصادي والاجتماعي في الدول النامية، وتعزيز التعاون الدولي. تأسست المنظمة الحالية في 1 أكتوبر 2003 كمنظمة حكومية مستقلة بينما كانت قبل ذلك تابعة لوزارة الخارجية اليابانية. لدى منظمة الجايكا شبكة تتكون من 97 مكتبًا في الخارج، ومشاريع في أكثر من 150 دولة حول العالم بميزانية سنوية تصل إلى 1 ترليون ين ياباني، يترأسها حالياً تاناكا أكيهيكو.

تعطى أولوية فى دعم مصر من خلال ثلاثة أوجه للتعاون تتمثل فى دعم النمو الشامل والمستدام عن طريق تطوير الكهرباء ووسائل النقل ودعم القطاع الخاص وتنمية قطاع السياحة، والعمل على الحد من الفقر ورفع مستوى المعيشة من خلال تحسين مستوى الخدمات الاجتماعية والرى والتنمية الريفية، بالإضافة إلى تنمية الموارد البشرية وتطوير القطاع العام بواسطة تطوير التعليم وتعزيز القطاع العام والتعاون الثلاثى.

مشروعات الجايكا فى مصر

من أبرز مشروعات الجايكا فى مصر إنشاء المتحف المصري الكبير وبرنامج دعم المدارس اليابانية فى مصر، وتطوير نظام التحكم فى الكهرباء فى صعيد مصر، ومحطة الرياح لتوليد الكهرباء بخليج الزيت، وتحسين شبكة توزيع الكهرباء، وإنشاء محطة للطاقة الشمسية فى الغردقة، ومشروع توسعة مطار برج العرب الدولى، والمرحلة الأولى من الخط الرابع لمترو أنفاق القاهرة الكبرى وتنمية الموارد البشرية، فضلًا عن إدخال الطاقة النظيفة للجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، والعيادات الخارجية الخاصة بمستشفى أبو الريش اليابانى التابعة لجامعة القاهرة.

لقاءات التخطيط والمالية والتعاون الدولى

كما التقى ماتسوناجا هيديكى، المدير العام للوكالة اليابانية للتعاون الدولي JICA الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولى باحثا مجالات التعاون المشتركة كذلك إمكانية تعزيز التعاون في مجال التأمين الصحي الشامل، ناقش خلال اللقاء مجالات التعاون الجارية ومن بينها التمويلات التنموية في مجال الآثار وتنفيذ المتحف المصري الكبير

وناقش خلال لقاءه مع وزيرة التعاون الدولى المؤشرات الإيجابية التي حققها الاقتصاد المصري خلال العام الماضي وارتفاع معدلات النمو رغم الآثار الاقتصادية والاجتماعية لجائحة كورونا، وكذلك أهمية تعزيز مشاركة القطاع الخاص في الجهود التنموية لما لهذا الأمر من أهمية قصوى في خلق فرص العمل وتعزيز النمو المستدام.

وفي ذات السياق أيضًا شاركت «المشاط»، افتراضيًا، في الزيارة التي قام بها المدير الإقليمي للجايكا للجامعة المصرية اليابانية ببرج العرب

وجدير بالذكر أن محفظة التعاون الجارية المصرية اليابانية تبلغ نحو 2.7 مليار دولار في العديد من المجالات التنموية.

والتقى المدير العام للوكالة اليابانية للتعاون الدولي JICA الدكتور محمد معيط وزير المالية، حيث أكد وزير المالية على أن أداء الاقتصاد المصرى يتحسن على النحو الذى انعكس فى مؤشرات الأداء المالى للموازنة خلال الفترة من يوليو إلى مارس من العام المالى الحالى ٢٠٢٠/ ٢٠٢١، حيث تم تحقيق فائض أولى ٢٥ مليار جنيه، رغم أزمة كورونا التى أثرت على الاقتصادات العالمية، وتوفير الدعم اللازم للقطاعات والأفراد الأكثر تضررًا من الجائحة، مؤكدا أن مصر ترحب بالتعاون مع الجانب اليابانى فى مختلف المجالات، وتتطلع إلى مشاركة الشركات والخبرات اليابانية فى تنفيذ المشروعات التنموية الكبرى، لافتًا إلى أن الوكالة اليابانية للتعاون الدولى «جايكا» تُعد أحد شركاء التنمية الدوليين، الذين نستهدف تعزيز سبل التعاون معهم؛ للاستفادة من الخبرات اليابانية، وتوطينها فى مصر، والإسهام الفعال فى رفع كفاءة العنصر البشرى.

وأشار ماتسوناجا هيديكى، المدير العام للوكالة اليابانية للتعاون الدولي JICA لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط إنه لمس تطورًا كبيرًا فى شتى مناحى الحياة بمصر، نتيجة لجهود الإصلاح التى تنفذها الحكومة المصرية؛ بما يعكس إصرار الشعب المصرى بقيادته السياسية الحكيمة على المضى فى عملية التحديث الشامل للبلاد، مشيدًا بمستوى التعاون التنموى القائم بين مصر واليابان.. وأكد تطلعه لتعزيز التعاون المشترك بين الجانبين المصرى اليابانى فى مجال تطوير التعليم، وفقًا لأحدث النظم والخبرات العالمية.

واستعرضت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أبرز ما يتعلق بملف الاصلاحات الهيكلية وتحسين قياس المؤشرات الاقتصادية ووضع الخطط متوسطة الأجل ومعدلات النمو الاقتصادي، وملف التنمية المستدامة وجهود الدولة المصرية في تمكين المرأة والدفع بالقيادات الكفؤ، بالإضافة الى الجهود الخاصة بالاهتمام بالعمالة غير المنتظمة خاصة في ظل تداعيات أزمة فيروس كورونا وملف الاجور، ومشروع رواد 2030 حيث يهتم بحاضنات الأعمال ونشر ثقافة رياده الاعمال، فضلا عن المشروع القومي لتنمية الريف المصري "حياة كريمة" وأهميته في تحسين جودة حياة المواطنين، لافتة إلى اهتمام الوزارة بالتوسع في الشراكات مع الجهات اليابانية، وخاصة الوكالة اليابانية للتعاون الدولي لما لها من باع طويل في مجال التدريب