الدلتا الجديدة مشروع استصلاح زراعي عملاق أعلن عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي في 28 مارس، ضمن سلسلة من مشروعات الاستصلاح العملاقة التي تبنتها الدولة منذ تولي الرئيس مقاليد الحكم في عام 2014. 

مشروع الدلتا الجديدة أحد الدوافع الرئيسية لإنجازه هو تعويض الفاقد الذي نتج عن التعديات على الأراضي الزراعية القديمة التي وصلت لـ 500 ألف فدان، خلال العقود الثلاثة  الماضية. 

الهدف الثاني لمشروع الدلتا الجديدة هو زيادة الرقعة الزراعية عبر التوسع الأفقي في الرقعة الزراعية بنسبة تقدر بـ15 % ومحاصرة النمو السكاني المضطرد وسد الفجوة بين حجم المطلوب والمعروض من السلع الغذائية. 

مليون فدان يستهدفها مشروع الدلتا الجديدة 

في الثامن والعشرين من شهر مارس من العام الجاري، كانت مصر على موعد مع إعلان واحد من أضخم مشروعات الاستصلاح الزراعي العملاقة، التي أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي والتي تستهدف زيادة الرقعة الزراعية والمساهمة في توفير الأمن الغذائي للمصريين. 

 

وتقع المساحة المستهدف استصلاحها ضمن مشروع الدلتا الجديدة في منطقة جنوب محور الضبعة في الساحل الشمالي وغرب الدلتا القديمة،  على مساحة 688 ألف فدان، حيث يمتد المشروع من شمال الواحات إلى جنوب وادي النطرون وشرق وغرب منخفض القطارة،  بالإضافة لمساحة 500 ألف فدان ضمن مشروع مستقبل مصر، حيث تم دمج المشروعين في مشروع واحد تحت مسمى الدلتا الجديدة. 

93 % من الأراضي المستهدفة للاستصلاح في المشروع صالحة للزراعة 

الدراسات التي أجرتها الجهات المختصة بحسب بيان لوزارة الزراعة قالت إن 93 % من الأراضي الصحراوية الموجودة جنوب محور الضبعة وأراضي مشروع مستقبل مصر صالحة للزراعة حيث أجريت هذه الدراسة الحقلية خلال الفترة  (22 ديسمبر 2020 حتى 10 يناير 2021)، بينما كانت الدراسات المعملية خلال الفترة (1 يناير – 15 فبراير لعام 2021)، واستمرت عملية كتابة التقارير خلال الفترة (10 فبراير – 10 مارس 2021). 

وقامت 3  فرق بحثية قامت بسحب 20 ألف عينة من كافة المساحات المستهدفة بالاستصلاح في مشروع الدلتا الجديدة ، تشمل دراسات حصر وتصنيف التربة، وتحديد قطاعات التربة والخواص الفيزيائية والكيميائية، ودرجة الملوحة وخشونة التربة،  وضم الفريق الأول هيئة التعمير ومركز بحوث الصحراء ومركز البحوث الزراعية ممثل في معمل الأراضي والمياه، هذا إلى فرق كليتي الزراعة جامعة القاهرة والإسكندرية.

وأثبتت الدراسات التي أجرتها هذه الفرق البحثية على الأراضي الخاصة بالمشروع إمكانية زراعة عدد من المحاصيل مثل القمح والفول والعدس والكينوا والأعلاف والبرسيم والذرة وفول الصويا التي تقوم عليها مشروعات الإنتاج الحيواني وصناعة الزيوت. 

ووفقا لبيان صادر عن وزارة الزراعة فإن أحد أهداف المشروع استيعاب الزيادة السكانية في الدلتا والوادى من شباب الخريجين فى قرى متطورة وحديثة والقضاء على البطالة واستيعاب فرص العمل والاكتفاء الذاتي من العديد من المحاصيل وتوفير فاتورة الاستيراد بالعملة الصعبة.

سيعتمد مشروع استصلاح الأراضي في "الدلتا الجديدة" على استخدام أحدث طرق الري في عمليات الزراعة المختلفة، لضمان أفضل استغلال للموارد المائية وتحقيق أعلى عائد متوقع يمكن تحقيقه من المحاصيل الزراعية المختلفة التي سيتم زراعتها في هذا المشروع. 

وتعتمد استراتيجية مشروع "الدلتا الجديدة" على عملية المجتمعات الزراعية المتكاملة التي تتكامل فيها كافة وحدات ومكونات الإنتاج والتصنيع لتعظيم العائد من الحاصلات الزراعية عبر إقامة مجمعات صناعية تعمل على تحويل المحاصيل الزراعية لمنتجات جاهزة للتداول في الأسواق وعدم الاكتفاء ببيعها كمادة خام في الأسواق المحلية أو الأسواق الخارجية. 

ويعتمد المشروع على شبكة قوية من الطرق لربط كافة مناطق المشروع وتسهيل عملية مستلزمات الإنتاج الزراعي، ونقل الإنتاج الزراعي منها إلى كافة الأسواق المحلية وكذلك محطات التصدير والموانئ المختلفة. 

نعيم مصيلحي - مستشار وزير الزراعة لاستصلاح الأراضي- قال في تصريحات صحفية سابقة - إن هناك عدد من الجهات التابعة لوزارة الزراعة مثل مركز البحوث الزراعية ومركز بحوث الصحراء، ستنظم دورات تدريبية لشباب الخريجين في مختلف مجالات الزراعة والممارسات المطلوبة كي يصل المزارع لأقصى إنتاجية ممكنة من وحدة المساحة من مختلف المحاصيل الزراعية بالإضافة لتعريفهم بمختلف نظم الزراعة الحديثة وطرق الري الحديثة.

وبين مستشار وزير الزراعة إن أحد المصادر الرئيسية للمياه في مشروع الدلتا الجديد هو مياه الصرف الزراعية المعالجة التي سيتم نقلها من غرب الدلتا ومعالجتها وضخها في ترعة الحمام وذلك لري الأراضي الواقعة ضمن محور الضبعة الذي أصبح جزء من مشروع الدلتا الجديدة بحسب تصريح سابق للدكتور نعيم مصيلحي مستشار وزير الزراعة لاستصلاح الأراضي. 

ووفقا لتصريح لوزير الزراعة السيد القصير فإن هناك مساحات تصل لحوالي 200 ألف فدان تم زراعتها بالفعل ضمن المشروع .

وكشف بيان صادر عن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية في 28 مارس من العام الجاري، فإن الرئيس السيسي  وجه بضغط مراحل تنفيذ المشروع ليتم تنفيذه خلال عامين "730 يوما"، بدلا من المدة التي كانت محددة سلفا وهي 10 سنوات. 

الرئيس السيسي خلال اجتماع الإعلان عن مشروع الدلتا الجديدة

ووجه الرئيس - بحسب البيان - بالبدء بمشروعات شباب الخريجين في مشروع الدلتا الجديدة وهو أمر يجرى الأعداد له حالياً بدراسات تفصيلية حول نظام الطرح وتنفيذ القرى بنظام حديث يستوعب التكنولوجيا الحديثة من رى مطور وتكنولوجيا الزراعة الحديثة والمتطورة. 

اقرأ أيضا :

بدء موسم توريد القمح من ١٥ أبريل حتى منتصف يوليو

سلالات قمح جديدة بمواصفات خارقة.. الزراعة تواصل النجاحات