لصوصٌ براتب وحصانة!
بارعون هم في فن أكل لحوم «ثروات الوطن».. يعرفون المناطق الشهية والقيمة الغذائية في الذبيحة، في المنطقة الوسطى ما بين الكتف والفخذ ينشبون أنيابهم، يتلذذون بمنطقة القَطنِ، والأضلاع الظهرية، والرقبة، والريش، مرورًا إلى منطقة الفخذ والموزة الخلفية والأمامية، يأكلون ويتلذذون بأجزاء الذبيحة بكل الطرق: «مشوية ومطبوخة ومسلوقة ومحمرة»، وعلى عكس مواصفات هيئة الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة من حيث إن القيمة الغذائية للذبيحة تتحدد وفق نسبة الدهون والأنسجة الضامة والطراوة، فكلما صغر عمر الذبيحة؛ كلما زادت طراوتها، تجد أن ذبيحتهم كلما زاد عمرها كلما ازدادت طراوتها وارتفعت قيمتها الغذائية، و ذبيحتهم التى أدمنوا «أكلها الشهي» عمرها يمتد لأكثر من 7000 سنة.
لصوص الآثار بطون مسمومة لا تعرف الشبع، وعقول خبيثة لا يهدأ عقرب ثواني تفكيرها، يتحركون في شبكة عنكبوتية نسجت خيوطها السوداء بمهارة خلف ستائر الأخلاق «الفالصو» والوطنية «الزائفة»، أسماء عديدة ملأت الدنيا ضجيجًا عن «العصامية» والبدء من نقطة الصفر وهي تحكي عن تاريخها المُلفق في كتب سنوات العرق والكفاح في مشوار رحلة الوصول إلى الثراء.
علاء حسانين البرلماني السابق كان نائبًا «عفريت» استطاع في سنوات الحصانة أن يتوارى خلف حصانته وما عرفه الناس عنه أنه يعالج «الملبوس والمنحوس والمموس»؛ وفي حقيقته لم يكن سوى تاجر يأكل من خيرات خبايا الفراعنة يبحث عنها في كل مكان ويختلق القصص والأساطير حول النار التى تظهر وتختفي والبيت المسكون، وكلها ألاعيب شيطانية عمد اليها ليعمل دون أن يجذب الأنظار إليه وحتى يجد ستارًا يتحرك من خلفه يخفي أعماله المشبوهة في البحث والتنقيب والمتاجرة بثروات مصر الفرعونية.
براتب ومخصصات مالية جاء اسم رجل الأعمال «حسن راتب» بأنه الممول الأكبر لعصابة الآثار، ملايين الجنيهات ينفقها سنويًا على عصابة البرلماني السابق، وبجلبابه الأبيض وسبحته البراقة وكلبش حديدي اقتيد رجل الأعمال من منزله إلى النيابة ليواجه التهم الموجهة إليه بأنه كان ممولًا لـ«عصابة العفاريت» طوال 5 سنوات ماضية حتى لحظة السقوط، فما الذي يجعل رجل أعمال لديه المليارات وملء السمع والبصر يواصل أعمال مشبوهة؟!، حتما ستأتي الإجابة: بأن هذه المليارات لم تجمع إلا بمثل هذه الطرق المشبوهة غير الشرعية.
نظرة ومدد، في صالون حسن راتب على قناته المحور، كان الرجل ورعًا، تقيًا، ناصحًا، دائم الحديث عن تربية الصالحين لأولادهم بالنظرة والمدد، ويبدو أن نظرته كانت نحو آثار مصر ومدده كان لعصابات التنقيب، ويذكر هو عن نفسه بداية علاقته بالشيخ محمد متولي الشعراوي التى وصفها بعلاقة «الأستاذ والتلميذ» وكيف نهره الشيخ عندما طلب منه فتوى حول «كيف يقرض شخصًا 10 آلاف جنيها فيهم منفعة له ويأخذهم 11 ألف وهناك تضخم يقاس سنويًا على المبلغ ثم يقال أن هذا ربا؟»، وكان رد الشيخ الراحل «هو كل واحد عايز فتوى ربا يجي للشعراوي».
نموذج البرلماني السابق زعيم عصابة البحث والتنقيب والمتاجرة في الآثار، ليس النموذج الأوحد ولا الحالة الشاذة عن قاعدة رجال أعمال مشبوهين تدثروا بالحصانات البرلمانية والأعمال الخيرية، فمازالت الأنباء تتردد عن أسماء كثيرة دخلت البرلمان دفعت الملايين من أجل الوصول للحصانة، وهناك برلمانيين تتردد أسماءهم في الأوساط المقربه بأنهم أكبر تجار للآثار في مصر منهم نائب صعيدي شغل منصب وكيل مجلس النواب ومعروف بأنه إمبراطور تجارة الآثار في الصعيد، وله من العزوة والقبلية والمنعة وألف ستار وستار.