رادس أم حمادي العقربي.. قصة ملعب الرعب في تونس ولماذا تغير اسمه أكثر من مرة؟

عندما تسمع اسم "ملعب رادس" في تونس، تشعر جماهير كرة القدم المصرية برهبة هذا الاستاد الذي قد يعتقد كثيرون أنه من أعرق ملاعب إفريقيا، لكن المفاجأة أنه حديث العهد نسبيا.

ربما يعجبك

ذكري سداسية تاريخة للنادي الأهلي أمام الزمالك.. اعرف التفاصيل

«الأخطبوط ».. الشناوي الحارس الأمين علي عرين الأهلي

ملعب رادس شهد هزيمة الترجي التونسي الخامسة في عُقر داره على يد الأهلي المصري، اليوم السبت، في مباراة سبقتها أجواء عصيبة وأحداث شغب من جمهور الفريق المضيف.

 

فوز الأهلي هو الخامس على بطل تونس على نفس الملعب، ليرسخ الشياطين الحمر هذه العقدة، التي تتجلى في الهدف القاتل لمحمد أبو تريكة في الملعب وفي الدقائق الأخيرة في نهائي دوري أبطال إفريقيا 2006، لكن أمام النادي الصفاقسي.

 

قصة إنشاء ملعب رادس منذ 20 سنة فقط

الملعب الأبرز في تونس، والأشهر عربيا وإفريقيا بالنسبة لجماهير مصر، لاسيما عشاق الأهلي والزمالك، الذين خاضوا مواجهات كروية عربية وإفريقية عليه، له عدة أسماء، لدرجة أن الأمر قد يختلط على كثيرين.

في البداية، تأسس الملعب عام 2001، أي أن عمره 20 عاما بالضبط، وكان الغرض من ذلك احتضان دورة ألعاب البحر المتوسط في تونس ذلك العام.

 

مصمم الاستاد هولندي.. والسعة 65 ألف متفرج

نحو 65 ألف متفرج سعة مقاعد الاستاد المرعب، الذي يضم كذلك ثلاثة ملاعب فرعية وقاعتين لعمليات الإحماء، و300 مكتب للتغطيات الإعلامية. مصمم الاستاد هو المهندس الهولندي روب شورمان، ووضع حجر الأساس له في 6 يوليو 2001.

الاستاد هو الملعب الرسمي للمنتخب الوطني التونسي، ومن يتذكر كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت هناك عام 2004 سيعرف أن الملعب شهد إقامة 4 مباريات من البطولة. إلى جانب هذا، فإنه الملعب الرسمي لناديي الترجي الرياضي والنادي الإفريقي، وهما واحدين من أشهر وأكبر فرق تونس.

 

 

 

 

 

علاقة اسمه الأول بزين العابدين بن علي

بالنسبة للاسم الرسمي للمعلب المعروف للجميع بـ"ملعب رادس"، فإن الأمر مر بأكثر من تغيير، إذ كان اسمه بعد تأسيسه "ملعب السابع من نوفمبر"، وذلك نسبة إلى تاريخ تقلد الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، مقاليد الحكم في تونس في ذلك اليوم عام 1987.

بالطبع لم يبق هذا الوضع على حاله بعد الثورة التونسية في 2011، ليدخل حقبة جديدة بعد 10 سنوات من التسمية بتاريخ حكم الرئيس، إذ أطلق عليه بعد الثورة "الملعب الأوليمبي برادس".

ملعب حمادي العقربي.. من هو؟

غير أن هذا ليس الاسم الرسمي الحالي للملعب، وربما ستبدأ الآن في تذكر اسم غريب على مسامعك من المعلقين التونسيين عندما يقولوون "الملعب اسم الملعب الأولمبي حمادي العقربي".

 

نعم، هذا هو اسمه الحالي رسميا، والقصة بدأت من 22 أغسطس 2020، بعد يومين من وفاة أسطورة المنتخب التونسي ونادي الصفاقسي حمادي العقربي، عن عمر ناهز 69 سنة.

المثير في الأمر أن "حمادي العقربي" نفسه يحمل اسما آخر هو الحقيقي وهو محمد بن رحيم، واعتزل اللعب رسميا في عام 1989.

 

 

حيلة من الحكومة لفرض الاسم الجديد

التسمية الأخيرة والحالية شهدت جدلا في تونس بين الهيئات الرياضية والمحلية، إذ بادر رئيس الحكومة آنذاك بإطلاق اسم اللاعب "العقربي" على المعلب ملحقا بكلمتي الملعب الأوليمبي.

الأمر لم يمر والسلام، إذ اعترضت بلدية رادس، المدينة التي يقع فيها الملعب ومن المفترض أنه يتبعها، وجاء أساس اعتراضها على مرسوم يقضي بعد إطلاق أسماء الراحلين على أي منشآت إلا بعد ثلاث سنوات من الوفاة.

 

تغيير اسم الملعب يصل إلى المحاكم

لكن الحكومة لجأت إلى حيلة، عندما أعلنت أن الملعب أصبح تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة، وخرجت سلطة إدارة من يد بلدية تونس.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد أيضا، إذ اشتكت بلدية رادس للمحكمة الإدارية في رادس ضد القرار، خصوصا أن الحكومة سارعت إلى وضع لافتة عليه في سبتمبر 2020، بالاسم الجديد.

 

وبعد مخاطبات وجدل، انتهى الأمر بالانتصار للاسم الأخير، وأصبح الملعب رسميا منذ أواخر 2020 اسمه "الملعب الأوليمبي حمادي العقربي"، وهو الاسم الذي اعتمدته الهيئات الرياضية في تونس وإفريقيا.