الصفقة انتهت.. مصر تتأهب لإعادة إعمار العراق

تأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدولة العراق الشقيقة، والتي تأجلت بعد حادث قطاري سوهاج لموعد غير محدد لتفتح من جديد ملف إعمار العراق والذي تنافس فيه مصر بقوة لمشاركتها فى إعادة إعمار الإعمار، المجتمع العقاري يؤكد أن القطاع الخاص مؤهل للدخول فى هذا الملف وبقوة خاصة بعد أن أثبتت الشركات المصرية قدرتها علي إنجاز المشروعات الضخمة فى العاصمة الإدارية ومشروعات الإسكان المختلفة.

ويبدو أن شركات القطاع الخاص المصري تستعد لاقتناص فرص استثمارية خلال الفترة المقبلة في عدة دول عربية لديها مشروعات تتعلق بإعادة الإعمار وعلى رأسها العراق وليبيا ولبنان، بالإضافة إلى جنوب السودان، التي حصلت على جانب كبير من المساعدات المالية من الدول المانحة.

الغرفة التجارية: مصر ستشارك فى إعادة الإعمار ولديها رصيد خبرة كافى لإنجاز المشروعات العملاقة

اتصالات بين اتحاد الغرف المصرية وغرف البحر الأبيض والغرف الأوروبية لعمل تحالفات قوية فى المشروعات الضخمة

وفي سبيل ذلك أنشأ اتحاد الغرف التجارية وحدة خاصة لحصر مشاريع إعادة الإعمار التي سيتم طرحها وآليات التمويل المتاحة من البنوك والصناديق الانمائية لتوفير المعلومات اللازمة للشركات المصرية لدخول هذه البلدان.

ومنذ إعلان الكويت عن تنظيمها لمؤتمرإعادة إعمار العراق فى، سارعت الدول والمنظمات الاقليمية والعالمية، وكذلك المؤسسات الدولية فى إعلان رغبتها فى المشاركة، وكانت مصر أولى الدول التي أعلنت المشاركة، من أجل المساهمة فى تخفيف المعاناة عن الشعب العراقى الشقيق.

وشارك فى المؤتمر وفد من اتحاد الغرف التجارية ضم 86 شركة مصرية والعديد من الوزراء المصريين، والجميع أعلن رغبته فى المشاركة والاستثمار بدولة العراق الشقيقة، خاصة أن بغداد طلبت رسمياً مشاركة مصر فى إعادة الإعمار مما يعزز من فرصها فى الحصول على استثمارات ليست بالقليلة فى مشروعات تخص البنية التحتية، والسؤال هنا.. هل تشارك مصر فعلياً فى إعمار العراق؟ أم هناك معوقات تقف حائلاً أمام المشاركة ؟

وشهدت البلدين العديد من اللقاءات والجهود المشتركة في ملف إعادة إعمار العراق:

يونيو 2017

قدمت القوات المسلحة شحنة مساعدات من الأدوية والمستلزمات الطبية مهداه إلى الشعب العراقى، وذلك في إطار الدور المصري الفعال تجاه الأشقاء وتقديم الدعم والتضامن معهم في أوقات المحن، بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي.

30 يناير 2018

زار المهندس إبراهيم محلب رئيس وزراء مصر الأسبق كأول مسؤول عربي وأجنبي يزور الموصل بعد تحريرها من "داعش"، حيث التقي  الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس البرلمان سليم الجبوري، كما التقى مع كبار المسؤولين العراقيين.

سلم "محلب" رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي تتعلق بدعم مصر للعراق واستعدادها للمشاركة في جهود الإعمار، بحث الجانبان سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.

زار إياد علاوي نائب رئيس جمهورية العراق مصر، واستقبله الرئيس عبدالفتاح السيسي وبحث الجانبان آخر التطورات على الساحة العراقية وتطورات الوضع السياسي ومفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة.

كما بحث عدد من مجالات التعاون المشترك وسبل تعزيزها لمصلحة الشعبين الشقيقين حيث أعرب الجانبان عن تطلعهما لاستمرار التنسيق بين البلدين والعمل على تطوير العلاقات الثنائية بينهما ولاسيما الاستفادة من الخبرة المصرية في عملية إعادة إعمار المناطق التي تضررت نتيجة الحرب على داعش وفي تنفيذ عدد من المشروعات المشتركة في مختلف المجالات.

3 أكتوبر 2018

زار محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب العراقي والوفد المرافق له مصر، واستقبله الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب السابق.

بحث الجانبان سبل التعاون بين برلماني البلدين للدفع بالعلاقات السياسية والاقتصادية نحو الأمام بما يتماشى مع حجم ومكانة مصر والعراق في المنطقة العربية والشرق الأوسط.

مارس 2019

عقد قمة ثلاثية بين مصر والأردن والعراق في مصر، بحث خلالها الرئيس السيسي، مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، تعزيز العمل العربي المشترك والجهود المبذولة في مكافحة الإرهاب، وتنسيق الرؤى قبل انعقاد القمة العربية نهاية مارس الحالي، وآليات إعادة إعمار العراق.

14 يونيو 2019

انطلق ملتقى "بناة مصر" في دورته الخامسة، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، الفرص الاستثمارية المتاحة لشركات المقاولات، وشركات مواد البناء المصرية في إعادة إعمار دولتي ليبيا والعراق، ومشروعات الربط التي تعتزم إقامتها مصر مع بعض البلدان العربية سواء في مجال الكهرباء أو الطرق، ودعم جهود الدولتين في إعادة إعمار المناطق المدمرة التي كان يسيطر عليها التنظيمات الإرهابية، وذلك في إطار التكامل بين الحكومة المصرية والقطاع الخاص في تعزيز العلاقات الاستراتيجية ودعم التنمية في البلدان العربية الشقيقة.

الدكتور علاء عز أمين عام اتحاد الغرف التجارية: قال إن مصر مستعدة بكامل قوتها للمشاركة فى إعادة إعمار العراق، والدليل على ذلك المشاركة الفعالة فى مؤتمر الكويت من أجل إعمار العراق، مؤكداً أن اتحاد الغرف التجارية شارك بوفد قوامه 86 شركة وهذا ليس بالعدد القليل والكل على إستعداد تام للمشاركة فى هذا الاستثمار الكبير.

وقال إنه يجرى حاليا حصر لكافة  المشروعات التى سيتم طرحها فى كل دولة سواء من موازنة الحكومات ،أو من خلال هيئات المعونات والبنوك الانمائية، لضمان جاهزية الشركات المصرية ولدعمهم فى مفاوضاتهم سواء للمشروعات او تنمية الصادرات.

واضاف أن هناك اتصالات تجرى بين اتحاد الغرف المصرية واتحاد غرف البحر الابيض واتحاد الغرف الاوروبية لعمل تحالفات قوية فى المشروعات الضخمة والجميع يعلم جيدا قدرة الشركات المصرية فى المشروعات الكبرى، خاصة أن مصر لديها شركات لها خبرة دولية أبرزهم شركات المقاولات المصرية "مختار إبراهيم" والنصر العامة للمقاولات "حسن علام"، لديها بالفعل مشروعات كبيرة فى خارج مصر، كما أن شركات القابضة للتشييد والتعمير تمتلك خبرات كبيرة فى أعمال البنية الاساسية والتشييد.

ومن جانبه أوضح  أحمد صقر، رئيس لجنة الأسعار بالغرف التجارية: أن مشروعات إعادة إعمار العراق سوف توفر فرص عمل هائلة للشباب المصرى، مؤكداً ان العراق ستعود بقوة، مشيراً إلى أن الصادرات المصرية سوف تفتح اسواق جديدة وبقوة فى مشروعات إعادة إعمار العراق خاصة صناعة الاسمنت التى من المتوقع أن تزدهر بشكل كبير.

وطالب صقر الحكومة المصرية بضرورة تذليل كافة العقبات التى تقف حجر عثرة فى طريق زيادة الاستثمارات بين مصر وكافة الدول الاخرى، وتكون البداية إعادة إعمار العراق.

لافتاً أن مصر لها خبرة دولية فى المشروعات التى تحتاجها العراق لإعادة إعمارها ولديها شركات لها باع طويل فى إنجاز مثل هذه المشروعات العملاقة خاصة مشروعات البنبة التحتية سواء كانت مشروعات صرف صحى أو كهرباء

مشيراً إلى أن مصر لا يمكن أن تغيب عن المشاركة فى إعادة إعمار العراق لان وجود مصر فى هذه الحقبة مهم جداً، خاصة أن فى عهد الرئيس السيسى ظهر وبقوة قدرة الشركات المصرية على إنجاز مشروعات ضخمة فى وقت قياسى وما حدث فى مشروع قناة السويس والعاصمة الإدارية خير دليل على هذا الكلام.

وألمح لدى تفاؤل بتلك الملف خاصة أننا فى مرحلة قوية من عمر الوطن، أصبح لمصر شأن والجميع يعمل لها ألف حساب، مضيفاً أنه على يقين تام بمشاركة مصر وبقوة فى إعادة إعمار العراق.

الدكتور حسن الشقطى الخبير الاقتصادى أكد أن دول العالم والشركات متعددة الجنسيات تتنافس للفوز بجزء من كعكة إعادة إعمار العراق والذى يكلف ما يزيد على 88 مليار دولار لمشروعات إعادة الإعمار بعد أن دمرتها الحروب والتى كان آخرها الحرب مع "داعش".

وأضاف أن الكويت أعلنت عن تخصيص 2 مليار دولار قروضًا واستثمارات للمشاركة في إعادة الإعمار، وأعلنت السعودية عن تخصيص مليار ونصف المليار لنفس الغرض، مضيفاً أنه كان يتمنى تخصيص مصر مليار دولار على الأقل قروضًا للمشروعات التي ستنفذها شركات مصرية فى عمليات إعادة الإعمار.

مضيفاً أن مصر لها خبرات كبيرة فى مشروعات عملاقة بالمنطقة العربية وإفريقيا في مجالات البترول والإسكان والعقارات ومد أنابيب الغاز للشركات والمنازل ومشروعات الكهرباء والطاقة ومياه الشرب والصرف الصحي، وإنشاء الطرق والكباري والأنفاق، وكلها مشروعات تحتاجها عمليات إعادة الإعمار في العراق.

ولفت الشقطى إلى أن ما يعزز فرصة مصر فى المشاركة فى إعادة اعمار العراق، طلب بغداد رسمياً مشاركة مصر فى إعادة إعمار العراق، لأنها تعرف قدرات مصر جيداً فى مشروعات البنية التحتية الضخمة، وهى فى الحقيقة فرصة قوية لتمتين العلاقات المصرية العراقية.