العالم يحتفي بعودة شريان الملاحة الدولية
محمود أبو السعود
«العالم كله أدرك قيمة قناة السويس» تصريح للفريق أسامه ربيع بعد إنفراج أزمة السفينة الجانحة، حيث ألقت حادثة جنوح ناقلة الحاويات العملاقة «إيفر جرين» وإغلاق الممر الملاحي لأكثر من 6 أيام الضوء على أهمية القناة ودورها في الاقتصاد العالمي وحركة التجارة والملاحة العالمية.
أعلنت هيئة قناة السويس، الإثنين، استئناف حركة الملاحة الدولية بقناة السويس بعد نجاح تعويم السفينة العالقة منذ الثلاثاء الماضي.
ونشرت هيئة قناة السويس على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، السفينة العالقة أثناء إبحارها، متجهة صوب منطقة البحيرات الكبرى.
كما بث التلفزيون الرسمي، مقطعا مصورا، لتحرك السفينة في منتصف الممر الملاحي لقناة السويس، يتقدمها ويجاورها 15 قاطرة، في اتجاه منطقة البحيرات.
وأوضح أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس أن السفينة البنمية تسير بمحركاتها بسرعة 1.5عقدة وبتوجيه من قاطرات قناة السويس.
وتعد قناة السويس أقصر طريق يربط بين الشرق والغرب، بسبب موقعها الجغرافي، إذ تصل بين البحر المتوسط عند بورسعيد والبحر الأحمر عند السويس، الأمر الذي يضفي على الموقع طابعاً من الأهمية الخاصة للعالم ومصر.
ومنذ افتتاحها، أغلقت قناة السويس عدة مرات، أطولها مدة 8 سنوات في أعقاب حرب يونيو1967، حتى إعادة افتتاحها في 5 يونيو 1975، أما آخرها فهي جنوح الناقلة «إيفر جرين».
ويبلغ طول القناة نحو 193 كيلومتراً، وقد نفذت مصر عمليات توسيع ضخمة عام 2015، أتاحت مرور السفن الأكبر في العالم عبرها.
تصدر نجاح جهود تعويم السفينة الجانحة “إيفر جيفين” بقناة السويس عناوين الصحف العالمية اليوم.
بلومبرج: تحريك “إيفر جيفين” خطوة هامة لعودة المرور بأهم ممرات التجارة فى العالم
وأبرزت وكالة بلومبرج الأمريكية نجاح جهود إعادة تعويم السفينة الجانحة بقناة السويس، وقالت في تقرير على موقعها الإلكتروني قبل قليل إن العمل لتحرير سفينة الحاويات العملاقة في قناة السويس قد أثبت نجاحه، في خطوة هامة نحو عودة الحركة لأحد أكثر ممرات التجارة أهمية في العالم.
وعرضت شبكة “سى إن إن” عن على موقعها باللغة العربية مقطع فيديو يظهر نجاح جهود تحرك السفينة، وقالت إن الجهود المبذولة لتحريك إيفر جيفين قد تكللت بالنجاح.
من ناحية أخرى، أبرزت صحيفة “وول ستريت جورونال” الخبر في صدارة الصفحة الرئيسية لموقعها الإلكتروني، وقالت إن المهندسين في قناة السويس نجحوا في تحرير السفينة العالقة، مما يعيد قريبا فتح طريق التجارة الحيوي وينهي أيام من اضطراب الإمدادات العالمية.
وأضافت الصحيفة أن القمر والمد والجزر قدم مساعدة لفرق الإنقاذ التي تعمل في البر والبحر لمدة خمسة أيام وليال متتالية. ومع تضخم مستويات المياه بين عشية وضحاها، أثمرت الساعات التي شهدت أعمال الحفر عن إعادة تعويم السفينة.
ونشرت قناة NBC News الخبر العاجل بنجاح كبير لجهود إعادة تعويم السفينة، ونقلت تصريحات الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس التي قال فيها إن السفينة قد تم تعويمها بنجاح بعدما استجابت لمناورات السحب والقطر.
وأضاف أن مؤخرة السفينة الآن على بعد 102 متر من الشاطئ.
صحف بريطانيا تحتفي بنجاح تعويم السفينة
وسلطت صحيفة “إندبندنت البريطانية” الضوء على نجاح فرق الإنقاذ لتحريك السفينة الجانحة في قناة السويس، وقالت في تقرير على موقعها الإلكتروني، إن القاطرات وفرق الإنقاذ استغلوا المد المرتفع في الساعات الأولى من صباح اليوم، الاثنين، ليتمكنوا من تحريك السفينة أيفر جيفن، التي تحمل حاويات بين آسيا وأوروبا، وعلقت في القناة منذ يوم الثلاثاء الماضي.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، إن تعويم السفينة يرفع الآمال بآن واحدا من أهم الطرق التجارية في العالم سيتم إعادة فتحه قريبا والسماح بعبور السفن من خلاله.
وأوضحت الصحيفة أن الأنباء عن حدوث إنجاز في أزمة السفينة الجانحة قد أدت إلى تراجع في أسعار النفط حيث انخفض خام برنت بنسبة 2%، ليصل على 63.52 للبرميل، بينما تراجع خام متوسط غرب تكساس بنسبة مشابهو ليصل على 59.73 دولار للبرميل.
خسائر مضنية
على ضوء هذه الأهمية، فإن تبعات إغلاق القناة هي أكثر قسوة على التجارة العالمية إذا تذهب التقديرات إلى أن الإغلاق يكلف أسبوعيا من 6 إلى 10 مليارات دولار حسب شركة التأمين الألمانية "اليانس"، كما أنه يضاعف أسعار النقل والتأمين وتكاليف الإنتاج والوقود عدة مرات، ويدل على ذلك ارتفاع أسعار النفط بنسبة 6 بالمائة بعد أقل من 48 ساعة على حادث جنوح الناقلة، ويشكل المرور عبر القناة 10 إلى 15%من مجمل السلع التي تنقلها الحاويات إلى مختلف أنحاء العالم، وتضم السلع والبضائع المارة كل ما يخطر على البال من مصادر الطاقة والمواد الأولية والوسيطة والسلع الجاهزة والحيوانات الحية وغيرها.
أما وجهتها الأساسية غربا فهي أسواق أوروبا وفي مقدمتها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا وعلى صعيد الوجهة شرقا فإن معظم السلع تتوجه عبر القناة إلى الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية ودول شرق وجنوب آسيا الأخرى.
غير أن العالم العربي والصين أضحت أهم أو أحد أهم الموردين إلى أسواق بلدان شمال أفريقيا وشرق المتوسط بنسب تتراوح بين 10% كما في حالة المغرب وما يزيد على 18 بالمائة كما في مصر، وبالنسبة إلى دول الخليج فإنها تصدر قسما هاما من النفط والغاز المسال عبر القناة وتذهب التقديرات إلى أن ما بين مليون إلى مليون ونصف برميل نفط يوميا تُشحن يوميا عبرها إلى الأسواق الأوروبية والتركية وأسواق دول أخرى.
سامح السيد علي، الخبير البحري، أكد أن السفينة EVER GIVEN هي سفينة حاويات بنيت عام ٢٠١٨ بحمولة كلية ٢١٩٠٧٩ طن و طول ٤٠٠ متر وعرض ٥٩ متر، وترفع علم بنما وتعد واحدة من أكبر سفن الحاويات بالعالم.
وأضاف أن الحادثة تسببت في غلق قناة السويس لعدة أيام هي الأولي من نوعها منذ إغلاق القناة بعد حرب١٩٦٧وإعادة فتحها للملاحة عام ١٩٧٤.
عن أسباب الحادثة هذا أمر سابق لأوانه حيث تشكل هيئة قناة السويس فريق تحقيق وفقا لقواعد المنظمة البحرية الدولية للوقوف حول مسببات الحادث.
أما عن التعويضات الخاصة بالخسائر التي لحقت بالقناة وتعطيلها وتكلفة الإنقاذ فمن المتعارف عليه قانونياً ودولياً ان الشركة المالكة للسفينة هي من تتحمل كافة التعويضات من خلال شركة التأمين التابعه لها.
أما عن قناة السويس فمتوسط عدد السفن العابرة سنوياً ١٨٠٠٠ سفينة وعلي سبيل المثال في آخر ١٧ عام حوالي ٣٠٦٠٠٠ سفينة حدثت ٧ حوادث فقط أي بنسبة ٠٢٢٪ من إجمالي السفن العابرة.
ولفت إلي ضرورة الاهتمام بهذا الشريان الحيوي لتزويده بميزة تنافسية ولا نتعامل معه كممر ملاحي فقط، من خلال تزويده بالمجالات اللوجستية سواء في خدمة السفن او خدمة البضائع أو الخدمات الصناعية وعمل مراكز لوجستية تعظم من دخل قناة السويس لأكثر من ٣٠٠٪.
وألمح إلي أن العالم أصابه الارتباك بعد جنوح السفينة، وهذا إن دل فإنه يدل علي قيمة الشريان الملاحي المتمثل فى قناة السويس، فالعالم كان ينتظر حدث تعويم السفينة كحدث عالمي سلط العالم الضوء عليه، وهذا يعطي ميزة تنافسية للقناة.