20 ألف هتفوا باسمه.. قصة مباراة حضرها نجيب الريحاني للبرازيل وانتهت بمعركة
محمد خالد
72 سنة مرت على وفاة رائد الكوميديا نجيب الريحاني الذي غاب عن عالمنا في مثل هذا اليوم، 8 يونيو عام 1949، بعد أن لعب دورا بارزا في رواج المسرح، وترك بصمة لا تُنسى في السينما.
ومن الأدوار الشهيرة لنجيب الريحاني على المسرح شخصية "كشكش بيه"، وهو عمدة ريفي ساذج، وأدى الريحاني هذا الدور في أكثر من عمل، ولأكثر من عشر سنوات.
وفي عام 1924، كان نجيب الريحاني يعيش فترة نجاح شخصية "كشكش بيه"، ليس في مصر فقط، بل في الخارج أيضا، إذ سافر إلى أمريكا اللاتينية لتقديم عروض مسرحية هناك.
في مدينة سان بالو البرازيلية نجحت الشخصية كثيرا، ولقي الريحاني ترحيبا كبيرا من الجمهور البرازيلي والجاليات العربية هناك، لاسيما المهاجرين السوريين.
نجيب الريحاني في سان باولو
وفي كتاب "مذكرات نجيب الريحاني"، مؤسسة هنداوي، يروي الفنان الراحل حكاية تدل على ذلك، عندما دعاه نادي "سبورتنج كلوب" الذي أنشأته الجالية السورية لحضور مباراة كرة قدم أمام فريق البرازيل.
ذهب الريحاني إلى ملعب المباراة وبرفقته بديعة مصابني. يحكي قائلا: "كان الجمهور يزيد على العشرين ألف متفرج امتلأت بهم جوانب الملعب. فما كدت وبديعة نظهر أمام هذا الجمع الحافل، لنأخذ أماكننا، حتى سمعنا هتافهم صاعدا إلى أجواء الفضاء "فيفا ريحاني" وفيفا معناها يحيا".
الجمهور ينسى العداوة ويهتف “فيفا ريحاني”
ويلفت نجيب الريحاني إلى أن الأجواء في الملعب كانت متوترة للغاية، وكانت هناك قوة من الجنود مسلحة تفصل بين الجمهور البرازيلي وجمهور الجالية السورية، على خلفية غضب أهل البلد من قبض السوريين على ناصية الحركة الاقتصادية والمالية.
ويستكمل نجيب الريحاني قائلا: "المعجزة التي تمت هي أنني كنت والحمد لله بمنجى من الأذى المتوقع، لأنني شملت برضاء الخصمين. وكنت بمثابة الضيف المرموق بعطف الفريقين. ومن أمثلة الرضا التي حبانا بها الوطنيون في البرازيل، أن صحافتهم بعد أن شاهدت رواياتنا، عادت فأثنت على التمثيل بمستطاب الثناء، بعد أن كانت مقابلتها لنا قبل ذلك فاترة غير مطمئنة".
ويضيف الريحاني أنه مع نهاية الشوط الأول وبدء فترة الاستراحة، عاد الهتاف مدويا في أرجاء الملعب "فيفا ريحاني"، ويعلق على ذلك قائلا: "اشترك فيه الجميع حتى خلت نفسي رئيسا لجمهوريتهم، أو فاتحا ملالطة. أو على الأقل جبت الديب من ديله".
المعركة تشتعل.. والريحاني “يا فككان”
ويختم نجيب الريحاني هذه الحكاية بقوله إن الشوط الثاني للمباراة انطلق تحت زخّات المطر الذي راح يهطل على الملعب، لكن اللاعبين ظلوا في تنافسهم يركلون الكرة في بحر من المياه.
انتهت المباراة بفوز الفريق السوري، لتبدأ "المعركة" التي كان يخشاها البوليس. أما نجيب الريحاني وبديعة مصابني ومن معهم من أعضاء الفرقة فقالوا "يا فككان".