كيف رسم قصر محمد علي ملامح «شبرا» قبل 200 سنة؟

08:32 م - الإثنين 31 مايو 2021

كتب

محمد خالد

قصر محمد علي في شبرا

تحفة معمارية كانت اللبنة الأولى في واحدة من المناطق الأساسية في القاهرة بعد قرون.. هكذا يوصف قصر محمد علي باشا في شبرا، والذي تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أعمال ترميمه ورفع كفاءته اليوم.

زيارة رئيس الوزراء أكسبت القصر لمسات إضافية في مشروع تطويره، إذ أصدر مدبولي توجيهات بتطوير جميع المباني المتهدمة في نطاق القصر، ورفع وإزالة المباني والمساحات غير المستغلة التي تفصل بينه ونهر النيل، ودراسة ضم أية مبان غير مستغلة في محيط القصر إليه، إضافة إلى رفع كفاءة جميع الطرق المحيطة والمؤدية إليه.

قبل استعراض تاريخ بناء القصر، بإمكانك إدراك موقعه التاريخي عندما تعرف أن شبرا بعد تشييد هذا القصر اختلفت تماما عما قبله.

هكذا كانت منطقة شبرا في القرن التاسع عشر

في بدايات القرن التاسع عشر، كانت منطقة شبرا مساحات شاسعة خضراء من الحقول والزراعات، ليس بها طريق رئيسي ممهد أو حركة عمران ملموسة.

ورغم أن قصر محمد علي باشا لم يكن غرضه الأول بدء حركة عمرانية مخططة، فإنه فتح الطريق لهذا فيما بعد.

في البداية، فكر والي مصر في بناء قصر فخم على هامش مركز القاهرة، ليقضي فيه فترات نزهته بعيدًا عن أجواء القلعة وصراعات الحكم.

اختار محمد علي الموقع، وبدأ البناء فعليا عام 1808، لكن الأمر اللافت هو رغبة محمد علي في شق شارع طويل من وسط القاهرة إلى مكان القصر، فوُلد آنذاك شارع شبرا الذي نعرفه الآن.

جرى تصميم الشارع عريضا مستقيما تحفه الجنائن والأشجار العملاقة والحقول الشاسعة، ليشكل لوحة خضراء جميلة أثناء ذهاب الباشا للتنزه في قصره.

أعيان مصر بنوا القصور بعد بناء قصر محمد علي

بعد بناء القصر، توافد على المنطقة أعيان مصر الذين قرر كل واحد منهم بناء قصر على جانبي طريق شبرا ليكون قريبا من قصر محمد علي، غير أن أغلب هذه القصور جرى هدمها بعد ذلك ولم يبق منها إلا عدد قليل على رأسه تحفة الباشا المعمارية.

القصر مكون من مبنى كشك الجبلاية وهو على شكل المستطيل ويتكون من طابق واحد، ومبنى قصر الفسقية، وانتهى بنائه بحسب المصادر الشائعة في عام 1821، وتركز تصميمه على فكرة الحديقة الفسيحة، وهو تخطيط مقصود على نمط قصور الحدائق المعروفة في أوروبا وتركيا آنذاك.

المبنى الأساسي للقصر هو سراي الإقامة، وألحقت بها مبان خشبية لموظفي الدواوين والحراسة، إلى جانب إنشاء مرسي مراكب على شاطئ النيل.

الجديد في أمر إنشاء هذا القصر آنذاك هو نظام الإضاءة الذي تمير به، إذ أضئ بغاز الاستصباح لأول مرة في 1820، والذي كان معمولا به في إنجلترا، إلى جانب أن الرسوم والزخارف فنفذت متأثرة بالفن الإيطالي والفرنسي في ذالك العهد.

ويخضع القصر لمشروع ترميم ورفع كفاءة كامل، بحسب بروتوكول تعاون بين الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ووزارة السياحة والآثار، يشمل كذلك مواقع أخرى منها المتحف اليوناني الروماني، ومتحف الحضارة، والمعبد اليهودي بالإسكندرية، وقصر محمد علي بشبرا، وهضبة الأهرامات، وقصر البارون إمبان.

وسبق أن خضع القصر لعميلة ترميم قادتها وزارة الثقافة استمرت 5 سنوات، واُفتتح في افتتح ديسمبر 2005، وكان مخططا استغلاله كمركز عالمى للأستضافة المؤتمرات وكبار الزوار ومزار سياحي.

بعد ذلك، تعرض القصر لتصدعات وشروخ ووضع على قائمة الترميم عام 2014، ثم تأثر أكثر بفعل الحادث الإرهابي الذي استهدف مبنى الأمن الوطني في شبرا في أغسطس 2015، لتبدأ الدولة مشروع ترميمه وإعادة كفاءته مرة أخرى.