معاناة شريف دسوقي.. «الحلو ما يكملش!»

بعد نحو 30 سنة من العمل والشقاء في الظل، كان على الفنان شريف دسوقي أن يهنأ بالأضواء التي سُلطت مرة واحدة على موهبته، عندما صعد خشبة مسرح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2018 لتسلم جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم "ليل خارجي".

 

كانت تلك اللحظة التي تسلم فيها دسوقي "الهرم الذهبي" مع انحناءة خفيفة للجمهور في الصالة مبشرة برحلة نجاحة قادمة، حيث الأدوار تتوالى والنجاحات تتكرر لتعوِّض مرارة السنوات الصعبة في الإسكندرية عندما كان يعمل بإمكانيات متواضعة ممثلا ومخرجًا مسرحيا وموظفا بوزارة الثقافة، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.

امتدت لحظة الهناء هذه مع شريف دسوقي لعامين متتاليين، كان فيهما تحت أنظار المخرجين، فشارك بأدوار لا بأس بها في مسلسلات "لمس أكتاف" 2019، "مملكة إبليس" 2020، "ما وراء الطبيعة" 2020، قبل أن تعتمد عليه المخرجة كاملة أبو ذكري في دور صغير نسبيا في مسلسل "بـ100 وش"، ترك فيه بصمة مع المشاهدين بشخصية "سباعي- سبعبع".

اقرأ أيضًا: كل ما تريد معرفته عن أسطول سيارات نجوم المهرجانات في مصر

 

القادم أحلى إذن على ما يبدو، أصبح الفنان الموهوب رقما في معادلة الأدوار المساعدة، والدور على السينما بعد ذلك، وهو ما حدث بالفعل عندما شارك في فيلم "وقفة رجالة" في دور مساعد مع الأبطال الثلاثة بيومي فؤاد وسيد رجب وماجد الكدواني.

بعد عرض الفيلم مع بداية العام الجاري، ظهر شريف دسوقي، صديق الأبطال الثلاثة، في دور عادي، لم تُتح له لحظات للانفراد بالخط أو التألق، بخلاف أن العمل على المستوى الفني عمومًا لم يكن على درجة كبيرة.

 

لكن أزمة شريف دسوقي لم تكن مع كل هذا، فخلف الكواليس اكتشفنا أن هناك أمورا حدثت ستجعل الفنان الصاعد لعالم الأضواء يصرخ في وسائل الإعلام التي تفرغ جزء منها إلى الإساءة إليه بالتركيز على أقاويل خضوعه للعلاج النفسي في فترة من حياته.

ما حدث وفقا لما وراه دسوقي، أنه أثناء تصوير أحد مشاهد الفيلم أصيبت ساقه وتعرض للإغماء ونقل على الفور إلى مستشفى لتلقي العلاج، ثم تطور الأمر مع إصابته بالسكري وأصبحت ساقه مهددة بالبتر، في حين يتهم منتج الفيلم بأنه أهمله وحمله تكاليف سيارة الإسعاف، بينما أنفق الممثل على علاجه الآلاف.

اقرأ أيضًا: «N.P» للإنتاج.. كيف كان نور الشريف «مدير أعمال» ناجح لموهبته؟

أثار شريف دسوقي الأمر بنوع من الصخب، وأرفق مشكلته هذه بتهديد بالانتحار في ميدان التحرير، وهاجم نقابة المهن التمثيلية. بالتزامن مع ذلك انبرت مواقع إخبارية عدة في تفجير أزمات قديمة للممثل السكندري، على غرار قضايا إيصالات أمانة والادعاء بأنه "مريض نفسي" سابق أو حالي.

 

شهران عاشهما شريف دسوقي على هذا المنوال، تحدث فيهما قليلا مدافعا عن نفسه، بينما تطوع آخرون بتسريب الأخبار عنه سواء كذبا أو صدقا قبل أن تهدأ الهوجة قليلا ويُنسى أمر الفنان قليلا ثم يفاجأ الجميع بخبر أنه أجرى عملية جراحية لازمة لبتر ساقه.

عبارات تضامن كثيرة تلقاها شريف دسوقي من الكثيرين في الوسط الفني، بعضهم بالكلام وآخرون بترشيحه لأعمال فنية معهم كنوع  من الدعم الفعلي، وهي أمور محمودة بالطبع، لكنها قيمتها كانت ستبدو أعلى وأهم لو ساهمت في أي حل لمشكلته منذ البداية.

المخيف في الأمر، لو تحولت عملية بتر ساق شريف دسوقي إلى ما يشبه عملية بتر لموهبته أيضا وإيقاف مشوار هذا الفنان الذي لم تطل لحظات هناءه كثيرًا تحت أضواء الشهرة.

اقرأ أيضًا: «المؤشر» في منزل عائلة سمير غانم بمسقط رأسه بأسيوط..وصور حصرية للراحل مع أبناء عمومته