11 مليون «حريقة سجاير».. أرقام مثيرة عن عالم المدخنين في مصر
محمد حسن
أوراق نبات بُنية تشتعل فتذروها الرياح دخانًا لكنها تكلف المليارات.. هكذا تحترق السجائر يوميًا بين الأيدي محدثة هذا الأثر "المزاجي" الذي يتحول إلى عادة في الأغلب، ومسجلة أضرارًا صحية معروفة للكافة. 9 ملايين 186 ألف دولار سنويًا قيمة الواردات المصرية من التبغ في فبراير الماضي، حسبما أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، اليوم. أرقام ما تستورده مصر من التبغ الخام لصناعة التبغ بمشتقاتها سجلت زيادة قدرها 190 ألف دولار عن نفس الشهر عام 2020، إذ سجلت آنذاك 6 ملايين و996 ألف دولار. في السطور التالية، نستعرض أرقام التدخين في مصر، وكيف يمكن أن تعبر، مثل أغلب المنتجات في حياتنا، عن ملامح ودلالات اجتماعية واقتصادية.
اقرأ أيضا: خلال ١٥ شهر .. هذه الدول صدرت ٤٣٦٢ طن من الفستق لمصر
- أكثر من ثُلث الرجال مدخنون
17.3٪ من إجمالي السُكان في مصر، ممين يزيد عمرهم عن 15 سنة مدخنون، وفق أحدث بيانات تفصيلية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في 30 مايو الماضي، بواقع 11.1 مليون نسمة وفقاً لتقديرات السكان عام 2018. التدخين ظاهرة ذكورية حسبما تسجل الأرقام، إذ تبلغ نسبة المدخنين بين الذكور 34.2٪، مقابل 0.2٪ بين الإناث. لكن الأمر لا يتوقف عند هذا، إذ ترتفع نسب التدخين السلبي ثلاثة أضعاف هذا الرقم تقريبًا مسجلة 30 مليون فرد، بواقع 9 مليون في الريف، و12.2 مليون بالحضر، ما يعني أن مدخنا واحدًا داخل الأسرة يؤثر على ثلاثة غيره تقريبًا.
- من يدخن أكثر؟
إذا استغرقنا في الإحصائيات الرسمية للمدخنين، فإننا سنجد أن من يطلق عليهم "حريقة سجائر" بالتعبير الشائع تتراوح أعمارهم بين 45 و54 سنة، بنسبة 22.5 %، يأتي بعدهم أصحاب الفئة العمرية من 35 إلى 44 سنة، ثم الشباب من 25 سنة إلى 34 سنة. ثمة ملامح لها دلالات اجتماعية نقرأها بين تفاصيل الأرقام، إذ يسجل خريجو الجامعات أقل نسبة مدخنين في مصر بواقع 13.2%، بعكس الحاصلين على شهادة محو الأمية أو من يقرأون ويكتبون وهؤلاء يستحوذون على نسبة 28 % من مجمل أكثر من 11 مليون مدخن. من زاوية اقتصادية، إذا ربطنا بين أرقام التدخين والوضع المالي، فإن أسرة مصرية بها مدخن واحد أو أكثر تنفق نحو 6 آلاف جنيه على هذا "المزاج المشروع" سنويًا، ما يعني نحو 500 جنيه شهريًا، بواقع أقل من 17 جنيها يوميًا.
اقرأ أيضا: من تسالي العيد.. تعرف على الدول التي نستورد منها الكاجو
- كثيرون حول السيجارة قليلون حول الشيشة
في عام 2017، أجرى الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء "مسحا قوميا" بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، بخصوص الأمراض غير السارية وخطورتها. ما كشفه المسح بالنسبة لأوضاع التدخين أشار إلى أرقام هامة كذلك، إذ سجلت نسبة المدخنين نحو 22.7 % من المواطنين في المرحلة العمرية من 15 إلى 69 سنة. وفي زيادة عما سجلته أرقام 2018 بعد ذلك، كانت نسبة المدخنين الذكور43.4% للذكور في حين يدخن 0.5% فقط من الإناث. تفصيليا فيما يخص أنواع التبغ، فإن 82.7 % من إجمالي المدخنين يستخدمون السجائر العادية المصنعة وهي نسبة كبيرة تعتمد على السيجارة التي تستطيع وضعها في فمك ونفث دخانها في أي وقت أو أي مكان، بمتوسط عدد سجائر 15.9 يوميا، فيما يخلص 20 % من المدخنين للأرجيلة "الشيشة" والتي تعتمد على جلسة منزلية أو على مقهى، بمتوسط نصف حجر مسعل في اليوم الواحد. وفي عالم آخر، فإن "أثرياء المدخنين" الذين يعتمدون على السيجار صاحب المظهر الفخم يسجلون 6.2% بمتوسط استهلاك 0.9 سيجار يوميا.
اقرأ أيضا: لعشاق البن .. الدول العربية التي نستورد منها مشروبك المفضل