متى يجني المصريون ثمار الإصلاح الاقتصادي؟
محمود أبو السعود
يعيش المواطن المصرى حالة من الحيرة فى ظل إتخاذ الحكومة حزمة إجراءات إصلاح للاقتصاد المصرى هى بطبيعة الحال كانت مؤثرة تأثيراً مباشراً على الحالة المعيشية للسواد الأعظم من الشعب المصرى، فما بين غلاء الاسعار ومؤشرات الاصلاح، أصبح المواطن المصرى فى حيرة، ولم يعد أمامه سوى أن يتفائل مرة ويتشائم عشرات المرات" المؤشر" استطلعت آراء خبراء الاقتصاد حول مؤشرات الاصلاح الاقتصادى لتنهى حالة الحيرة التى يعيشها المواطن المصرى فى ظل تأكيد تقارير دولية بأن مؤشر الاقتصاد المصري يسير بخطي ثابتة ويحقق أداء مُبشر للغاية.. فهل يجني المواطن ثمار الإصلاح الاقتصادي قريبا؟ .
تدفقات سياحية 4.0 مليار دولار..و8.7 استثمار أجنبي مباشر
احتياطي مصر من الذهب 15.5 مليون أوقية تعادل نحو 450 طن
فى البداية أكد حسن أمين الشقطي الخبير الاقتصادى فى تصريحات خاصة لـ"المؤشر" أن الشعب المصرى مازال يعانى من قسوة الإصلاح الاقتصادى ويشير إليه باصابع الاتهام بوافد سئ وسلبي، مؤكداً أنها ليست هي الصورة الحقيقية، بل أن هي جزء من الحقيقة، والاصلاح لا يقيم بالأسعار فقط، ولا بتقليص الدعم، وأنما يقيم الأداء الاقتصادي للدولة ككل.
وأضاف الشقطى أنه منذ أيام فاجئتنا مؤسسة "اساتدر أند بورز" بتعديل نظرتها المستقبلية للاقتصاد المصري من مستقر إلى إيجابي وهو تعديل هام للغاية للاقتصاد المصري يؤشر على تحسن معدلاته الاقتصادية وأن هذه المؤسسة تنظر للاقتصاد المصري في المستقبل على أنه اقتصاد إيجابي، وبالطبع هذه النظرة لم تأتي من فراغ وانما جاءت من تحسن معدلات النمو الاقتصادي التي فاقت توقعات صندوق النقد الدولي، حيث وصلت إلى 4.9%، رغم أن هذا المعدل لم يكن في الحسبان أن يزيد عن 2.5%.
وأضاف، أن المواطن المصري بدأ فى حصد ثمار الاصلاح الاقتصادي الذي عاني منه لمدة ليست بالقليلة، وحان الآن أن يشعر بتحسن الحالة المعيشية، وهو ما ينعكس علي تنوع السوق وانخفاض الأسعار خلال الفترة الأخيرة، ومن هنا فإن جني ثمار الإصلاح الاقتصادي بات يظهر اليوم فى صور كثيرة بدأ يشعر بها المواطن المصري.
نمو استثنائي في الإيرادات السياحية
وأوضح، وائل النحاس، الخبير الاقتصادى، أن كافة المؤشرات تشير إلى تحسن الإيرادات السياحية وخاصة بعد ظهور مورد سياحي جديد وهو سياحة المؤتمرات والأعمال والتي طغت على السطح مؤخرا بعد نجاح تنظيم العديد من المؤتمرات العالمية بمصر والتي شاركت فيها وفود دولية عديدة، كان آخرها منتدى شباب العالم.
مشيراً إلى أن آخر تقديرات للإيرادات السياحية تشير إلى وصول إيرادات التدفقات السياحية خلال الشهور العشرة الأخيرة إلى ما يناهز 4 مليار دولار وهو يزيد كثيرا عن مستويات العام الماضي ونتوقع أن يختم عام 2021 على سياحة بقيمة 4.5 مليار دولار وهو تحسن لم يكن في الحسبان تحت ضغوط أزمة كورونا.
لذلك، فحتى الآن لم تستعيد مصر كامل طاقتها الاتسيعابية السياحية الاثرية الكلاسيكية، ولو افترضنا استعادتها كما كانت قبل 2011، فسوف نتحدث عن مستويات أعلى من 10 مليار دولار.
استثمارات أجنبية مباشرة 8.7 مليار دولار
ولفت ،حمدى عبد العظيم، الخبير الاقتصادى، إلى أن قسوة الاصلاح الاقتصادي تستهدف جوانب غير مباشرة أهمها جذي استثمارات أجنبية مباشرة، والتي تشير الأرقام إلى بلوغها 8.7 مليار دولار عن آخر سنة منشورة، وهي أرقام تزيد كثيرا عن مستوى المليار دولار التي جنتها مصر في سنوات 2011-2013.
لافتاً إلى أن الاستثمار الأجنبي المباشر ليس هدفا ماليا بقدرما هو خبرات وتقنيات متقدمة تشجع الاستثمار المحلي نفسه للقدوم وعدم التجبن والخوف من مخاطر قد تصبح وهمية أن تنافس النوعان الأجنبي والمصري.
بشائر الذهب
وقال عبد العظيم، إن مصر اكتشفت وجود مخزون واحتياطي عالي من الذهب وتعمل فى مصر حاليا 5 شركات للبحث عن الذهب، ينتج منها حاليا منجم السكرى فقط، بينما أعلنت مؤخرا شركة شلاتين للثروة المعدنية عن بدء الإنتاج التجريبى من 3 مناجم ودخول 13 منجم أخرى للإنتاج التجريبى.
وبلغ إنتاج منجم السكري في الربع الثالث من العام الجاري 156 ألفًا و533 أوقية، بزيادة 26% عن الربع الثاني من نفس العام، و5% عن الفترة المماثلة من العام الماضي.
وتشير بعض التقديرات إلى أن مصر تمتلك 450 طن ذهب احتياطيات مؤكدة وبحسب بيانات رسمية من وزارة البترول فإن احتياطيات مصر المؤكدة من الذهب تصل إلى 15.5 مليون أوقية تعادل نحو 450 طن ذهب، وهى احتياطيات منجم السكرى فقط.
بشائر الغاز
وألمح الخبير الاقتصادى، أن مصربدأت بالفعل تجني حصاد استثمارات الغاز الطبيعى بعد دخول المرحلة الأولى من حقول شمال الإسكندرية "حقلا ليبرا وتورس" للإنتاج، والبدء فى ربط انتاجهم على الشبكة القومية للغاز، بطاقة تصل إلى 700 مليون قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعى، والحدث العظيم بدخول حقل ظهر إلى الانتاج بطاقة تصل إلى نحو مليار قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعى.