«غزل المحلة».. النسيج الفاخر للصناعة والكرة
محمد حسن
بعد 9 سنوات على تأسيس شركة مصر للغزل والنسيج، عام 1927، على يد رائد الاقتصاد الوطني طلعت حرب، وُلد نادي غزل المحلة من رحم الشركة التي ستصبح إحدى أعرق القلاع الصناعية في مصر.
غزل المحلة، العائد إلى الدوري الممتاز هذا الموسم بعد غياب 4 مواسم، فعل ما لم تفعله فرق أكثر ثراءً ونجوما، إذ تفوق على قطبي المسابقة: الزمالك بهدفين لهدف في فبراير الماضي، ثم فعلها مع الأهلي بهدف نظيف مساء الإثنين، مسجلا نتائج لن تنسى على أرضية ملعبه الشهير.
تأسس نادي غزل المحلة عام 1936 وكان - وما زال - تابعا للشركة الأم في محافظة الغربية، ويقع على مساحة 45 فدانًا، بُني على جزء منها استاد غزل المحلة الشهير عام 1947، الذي يتسع لنحو 30 ألف متفرج.
"زعيم الفلاحين".. هكذا يلقب النادي الذي يقع في قلب دلتا مصر، وجاوزت شهرته وجماهيريته مدينته الصناعية إلى محافظات الدلتا المجاورة.
غير أن أثر “زعيم الفللاحين” امتد أكثر من ذلك، معتمدا على ذلك النسيج الذي يمثله بين الصناعة وكرة القدم، لبناء سمعة طيبة عند ملايين من المصريين، الذين لا يفصلون بين الشركة التي لبسوا من منتجاتها لسنوات وبين النادي العريق.
ميزة لافنة في عزل المحلة، وهو أنه أول نادي شركات مصري يتمتع بجماهيرية كبيرة، بعكس ما هو معروف عن أندية الشركات التي تحظى بالإمكانيات وتفتقد مؤازرة المدرجات. وربما يعود هذا ببساطة إلى أن عراقة الشركة وريادتها في مسيرة الاقتصاد المصري ثم تحولها إلى القطاع العام لسنوات طويلة كانت فيه دُرة صناعية ثمينة.
اقرأ أيضا: ما علاقته بصناعة السيارات؟.. 8 معلومات لا تعرفها عن ستاد القاهرة
من بين 7 فرق فقط حصلت على لقب الدوري العام الممتاز لكرة القدم، سجل غزل المحلة اسمه في السجل المضئ للبطولة مرة واحدة، لكنها تاريخية، في موسم 1972/ 1973، بأقدام الجيل الذهبي الذي ضم عمر عبد الله، عبد الرحيم خليل، عماشة، عبد الدايم، محمد السياجى.
في تلك الفترة التاريخية لـ"زعيم الفلاحين"، وصل الغزل إلى نهائي بطولة دوري أبطال إفريقيا عام 1974 امام كارا برازفيل بطل الكونغو، وكان قريبا من تحقيق اللقب الأغلى في القارة، لكنه خسر، ثم كرر خطواته المتقدمة في البطولة في الموسم التالي عندما وصل إلى الدور نصف النهائي.
إلى جانب بطولة الدوري الوحيدة، ونهائي إفريقيا، كان الغزل قريبا من تحقيق بطولات عدة لكن الحلم لا يكتمل عند الجولة الأخيرة، إذ وصل إلى المباراة النهائية لكأس مصر 6 مرات، وحصل على المركز الثالث لبطولة الدوري 5 مرات، ونفس المركز في البطولة العربية عام 1996، كما كان في المربع الذهبي لكأس الكونفدرالية الإفريقية كأس الكؤوس عام 2002.
اقرأ أيضًا: «الأخطبوط ».. الشناوي الحارس الأمين علي عرين الأهلي