«متفوتش البورصة».. هل يبدأ مشوار الثراء من «250 جنيه»؟
محمد حسن
بـ250 جنيهًا وعدة خطوات بسيطة ستصبح شريكًا.. هكذا أطلقت البورصة المصرية حملة إعلانية في شهر رمضان الجاري لدعوة المواطنين للاستثمار في شركات التداول. "متفوتش البورصة" "معاك سهم تبقى شريك" "خلي السنين تجري براحتها".. هذه شعارات الحملة الإعلانية التي نفذتها وكالة "السعدي - جوهر" الإعلانية، واعتمدت على مشاهد تمثيلية ذكية للعب على حلم الكثيرين بالاستقرار المادي، بل والثراء، على طريقة “مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة”.
الإعلان.. “خلي السنين تجري براحتها”
عاملتان في محل كوافير، تعمل كل واحدة على رأس سيدة، تسأل الأولى "جاية السينما النهاردة"، فترد الثانية: "لا أنا هروح أشتري محفظة"، وبعد أن تتعجب السائلة من الكلمة على أساس أنها لا تعرف عن المحافظ إلا "محفظة النقود" تشرح لها الأخرى التي نفاجأ بأنها ترتدي ملابس أخرى غير "يونيفورم" المحل. تقول: "محفظة أسهم.. بحوش كام سهم كده في كام شركة بـ250 جنيه في الشهر، والسنين بتجري وكلها كام سنة وهكسب في اللي حوشته أكتر من أي حاجة تانية".
اقرأ أيضا: تعرف على أسعار العملات الأجنبية والعربية اليوم
في أثناء ذلك، يتطور الوضع المادي لصاحبة خطوة الاستثمار في البورصة، فتصبح سيدة مجتمع تجلس على كرسي الزبائن، وتعد نقودا كثيرة في يدها، قائلة "بصي السنين جريت أهي!" فتزداد الأموال أكثر في يدييها، بينما الأخرى شابت في مكانها.
بعد ذلك، يلخص معلق الإعلان الفكرة في جمل بسيطة للغاية: "حوش في البورصة.. تكسب.. تبقى شريك.. روح لأي شركة سمسرة.. كود نفسك افتح حساب.. ابدأ استثمارك وهتبقى إنت كمان شريك". على غرار ذلك، مع تغيير السيناريو، يدعو إعلان آخر للاستثمار في وثائق الصناديق والمؤشرات المتداولة، "وخلي السنين تجري براحتها". شابان عالقان في ازدحام المرور داخل سيارة أحدهما، يطرح الأول، صاحب السيارة، الفكرة على صديقه الذي يستمع بلا اهتمام، لكنه يفاجأ بأن صديقه تغير فجأة وأصبح ثريا، وانتقل إلى المقعد الخلفي وبجواره مدير أعمال بينما تولى السيارة سائق خاص. في نهاية الإعلان، ينزل الشاب "المتردد" من السيارة ويظل واقفا في حيرة وسط الطريق بينما صديقه تحرك، والجميع أيضا تحركوا.
خطوات الاستثمار في البورصة
الصفحة الرسمية للبورصة على موقع "فيسبوك" شرحت الخطوات لكل من شاهد الإعلان ويريد تنفيذ الفكرة. في البداية، كما شرحت الصفحة، عليك تحديد قدراتك المالية وتحديد مدخراتك وتحديد المبالغ الفائضة عن احتياجاتك الأساسية لتقوم ببدء عملية الاستثمار في البورصة. بعد ذلك، عليك بالتعلم أولا والإلمام بمبادئ الاستثمار، ويمكنك هنا الاستعانة باللقسم الخاص بالكتيبات التعليمية بالموقع الإلكتروني للبورصة، ما سيمنحك فكرة جيدة عن الخطوات الأولى للاستثمار.
اقرأ أيضا: 65.8 مليار جنيه.. إجمالي التداول بالبورصة في أبريل
النقطة الثالثة وهي مهمة للغاية، أن الاستثمار بالبورصة لا يتم إلا من خلال شركة سمسرة مرخصة، لذلك عليك اختيار شركة السمسرة المناسبة وفقاً لأدائها وتصنيفها بالسوق. بمجرد التعاقد معها، ستتولى شركة السمسرة فتح حساب واستخراج كود موحد لك بالبورصة لبدء عملية التداول. بعد ذلك، يمكنك ببساطة اتخاذ قراراتك الاستثمارية المختلفة ومتابعة أداء الشركات والتعامل في السوق بنفسك أو من خلال شركات إدارة محافظ. أما إذا لم يكن لديك الوقت الكافي أو الحد الأدنى لاختيار ومتابعة حركة الأسهم فبإمكانك الاستثمار في صناديق المؤشرات المتداولة كأداة استثمارية طويلة الأجل.
شطارة أم خداع؟
تقدم الحملة الإعلانية نموذجين من المواطنين على النقيض، ومثل كل الإعلانات التي يهمها الترويج للمنتج أو الفكرة بالطبع، فإن النموذج المضاد للفكرة أو المتردد في تنفيذها هو الخاسر بلا شك، وهو الذي ستمر عليه السنين وهو في مكانه لا يتقدم، بينما الآخر اتخذ الخطوة الأصح وأصبح مستمثرًا ثم رجل أعمال.
لكن هل تتيح لك الـ 250 جنيهًا الاستثمار في البورصة فعليا؟ على الورق يبدو الأمر مقبولا لكن الواقع قد لا يقبل مثل هذه الأحلام الصغيرة التي صدرتها الحملة الإعلانية، والتي تتناسب مع فكرة “الجمعية” أكثر.
بالإضافة إلى ذلك، هناك شكوك حول جدية شركات السمسرة صاحبة النصائح بهؤلاء المستثمرين الصغار، أصحاب المحافظ المتواضعة للغاية، وإذا حدث وتمت الفكرة هل تأتي الأرباح من المضاربة على أي أسهم بسعر ضئيل؟ وهل سترأف قواعد اللعب في البروصة معروفة بالمستثمرين الصغار؟