روسيا.. بوابة عودة الرواج السياحي إلى مصر

6 سنوات توقفت فيها السياحة الروسية إلى مصر كان لها أثر سلبي لا ينكره أحد على القطاع الذي تلقى ضربة أخرى بسبب جائحة كورونا، الأمر الذي يعكس مدى أهمية عودة الروس إلى “أم الدنيا” بكثافة مرة أخرى.

فترة كانت عصيبة لكنها على وشك الانتهاء أخيرا، مع تفاؤلات بانتعاشة حقيقية في القطاع بعد قرار موسكو استئناف رحلاتها إلى شرم الشيخ والغردقة خلال أيام قليلة.

 

ومنذ إعلان الخبر رسميا، بدأت الترتيبات على مستويات عليا، باتصال هاتفي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس فلاديمير بوتين، ثم اتصالات واجتماعات ثنائية في الطيران والسياحة، آخرها استقبال الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، السفير چيورچي بوريسنكو سفير روسيا بالقاهرة.

اقرأ أيضًا: كواليس اجتماع وزير السياحة والآثار داخل لجنة «خبراء الترويج السياحى»

“المواطنون الروس يعشقون مصر ومرتبطون بها منذ الطفولة لأنهم يدرسون الحضارة المصرية في مراحل تعليمهم”.. هكذا عبر السفير الروسي بالقاهرة عن أهمية مصر كوجهة سياحية لأبناء بلاده، وهو الأمر الذي تعكسه الأرقام طوال السنوات الماضية.

وبحسب البيانات الرسمية، فإن السائح الأوروبي، وخصوصا الروسي، يمثل نحو 69 % من إجمالي عدد السياح الذين جاءوا إلى مصر في الفترة من 2010 إلى 2017، وعددهم 70.7 مليون سائح، بينما يأتي العرب بعد ذلك بنحو 22 مليون سائح.

وبالنسبة للسياح الروس على وجه التحديد، ففي عام 2010 بلغ عدد السياح الروس إلى مصر 2.8 مليون سائح، ثم تراجع هذا الرقم بالطبع بعد الاضطرابات الأمنية في 2011 ثم 2013، لكنه ظل رقما ضخما أيضًا، إذ سجلت أعدادهم في 2015 2.4 مليون سائح بنسبحة 37.7 %.

اقرأ أيضًا: 40 دولار سعر ليلة الإقامة في فندق 5 نجوم.. بأوامر وزير السياحة

ُضرب هذا الرقم في مقتل بالطبع بعد سقوط الطائرة في شرم الشيخ وتوقف الوفود بشكل شبه كامل في  2015، ولك أن تتخيل أن عدد السائحين الروس في عام 2016 كان أقل من 54 ألف سائح، بنسبة تراجع باهظة قدرت بـ98 %.

في 2018، وهو العام الذي شهد رفع الحظر الروسي على الطيران إلى القاهرة، زاد العدد قليلا لكنه ظل ضئيلا للغاية مقارنة بالسنوات الماضية، إذ جاء إلى مصر 145 ألف و642 سائح، بزيادة قدرها 45 ألف عن العام السابق عليه 2017.

 

إذا وضعنا الأرقام في مواجهة ثنائية سنعرف أهمية عودة السياحة الروسية إلى مصر، بالنسبة للقطاع بالكامل، فبحسب بيانات البنك المركزي، فإنه في العشر سنوات الماضية وصلت إيرادات القطاع إلى أكثر من 84 مليار دولار، لكنها سجلت 12.6 مليار فقط في عام 2019 بنسبة ارتفاع قدرت بـ28.2 % عن السنة السابقة.

عودة السياحة الروسية إلى مصر ستمثل دفعة قوية بلا شك للقطاع بالكامل، ليس فقط لأن الروس هم أكثر الأوروبين زيارة لمصر، لكن لأنهم بعودتهم سيمنحون الضوء الأخضر أو رسالة طمأنة لأبناء القارة كي يأتوا مرة أخرى.

اقرأ أيضًا: «من الكهرباء للسياحة».. الاسم «إدارة رضا العميل» والفعل « يا مسهل الحال»